شعور الناس بالخوف وإضطراب واقع الحياة بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد وكفر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، سيد الخلائق والبشر، الشفيع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى أصحابه ما اتصلت عين بنظر، وسمعت أذن بخبر، ثم أما بعد لقد جرى العُرف وإقتضى واقع الحال أن يعاني البلد الذي يكون في حالة حرب شيئا من الخوف والإضطراب، وأن يعاني أهله من القلق والإستنفار وعدم الإستقرار، وأن تسُود بين جنباته، وعند أفراده حالات متنوعة من إنعدام الآمن والأمان، وإختلال أحوال المعيشة، وهو ما يتضح ويبدو جليا في شعور الناس بالخوف، وإضطراب واقع الحياة، وإختلاف نمط المعيشة اليومية، وما قد يترتب على ذلك من غلاء الأسعار وإختفاء السلع والأقوات وإحتكار التموين، وإنقطاع الخدمات العامة.
ونحو ذلك مما يتسبب بطبيعة الحال في إشاعة الرعب والخوف وإنتشار الفوضى في المجتمع، وعلى الرغم من أن بلادنا حماها الله وحرسها تمر منذ فترة ليست بالقصيرة بظروف إستوجبتها العديد من العوامل المختلفة سياسيا وأمنيا الأمر الذي ترتب عليه أن تكون في حالة حرب مع كيان محتل عبارة عن جماعة مسلحة إرهابية وشرذمة طاغية باغية نقضت العهود والمواثيق، وإن هناك فئة ضالة قد إعتدت على الأبرياء والآمنين، وخربت الممتلكات وعاثت في الأرض فسادا حتى أصبح خطرها مهددا لحدود بلادنا وأمننا وإستقرارنا إلا أنها بفضل من الله تعالى ومنته، ثم بحكمة القيادة، وإيمان الشعب وثقته تنعم بالكثير والكثير من النعم التي جعلتنا نعيش ولله الحمد حياتنا اليومية المعتادة المألوفة، ونسعد في كل شبر من بلادنا بالأمن والإيمان، والرخاء والنماء، والهدوء والطمأنينة.
فالناس في كل شبر من بلادنا يغدون ويروحون ويمارسون مناشطهم اليومية وظيفية كانت أو تجارية أو إجتماعية أو تعليمية أو ترفيهية أو إقتصادية، دونما خوف أو وجل أو رُعب أو قلق، وما ذلك كله إلا بفضل الله تعالى وعظيم كرمه، وجميل حفظه وأمنه وأمانه، ثم بفضل تمسكنا جميعا بإيماننا بالله سبحانه، والتوكل عليه أولا، إضافة إلى ما نقوم به في بلادنا الغالية مصر من صور الولاء والطاعة والثقة في قيادتنا الحكيمة، والإلتفاف حولها وتأييدها، فمن هنا، فإن من الواجب علينا جميعا أن نتواصى بتقوى الله تعالى، وأن نتمسك بولائنا لوطننا الغالي، وأن نبذل ما في وسعنا لحمايته والحفاظ عليه، والتضحية بالغالي والنفيس من أجله، وأن نقف في وجه كل محاولة للإخلال بأمنه، أو الإضرار بمكتسباته، أو العبث بمنشآته، أو تفريق شمله، أو الإضرار بوحدته الوطنية.
أو التشكيك في إخلاص أبنائه ورجاله المخلصين وسلامة نياتهم، فالوطن تلك الكلمة التي تعبر بها عن المكان الذي تعيش فيه فهو جزء منك لا يتجزأ فهو أنت وأنت هو، وأن هناك أمور كثيرة تقتضي منا أن نقوم بها تجاه وطننا تصل إلي حد الواجب الذي لابد من القيام به فحب الوطن من الإيمان ومن هذه الواجبات، إن الوطن هو جزء من العقيدة والإيمان الراسخ بالله عز وجل وهذا ما نتعلمه من سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فقد جعل الوطن في مقدمة الأشياء التي يجب أن تكون ضمن عقيدة راسخة للمسلم، فحب الوطن من الإيمان فموطن الإنسان منا أحب إليه من نفسه وولده وأغلي عنده من ماله وكل ما يملك لذلك عد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
الذي يموت في سبيل الدفاع عن أرضه من الشهداء، وقرنه مع الدفاع عن النفس والمال والعرض والأهل يقول صلي الله عليه وسلم ” من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينة فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد” رواه الترمذي.