مقال

ألا يخافون من الله الجبار القهار

جريدة الأضواء المصرية

ألا يخافون من الله الجبار القهار
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي فرض على عباده الحجَّ إلى بيته الحرام ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافر الإنعام، أحمده سبحانه على الرخاء والنعماء وأشكره في السراء والضراء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع الشرائع وأحكم الأحكام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها وتألفت به القلوب بعد شتاتها وسارت دعوته سير الشمس في الأقطار وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار، وإستجابت لدعوته القلوب طوعا وإذعانا وإمتلأت بعد كفرها أمنا وإيمانا، فجزاه الله عن أمته أفضل الجزاء وصلى عليه صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء وسلم تسليما كثيرا أما بعد أيها الإخوة في الله نسمع بين حين وآخر.

عن أمراض تنتشر، وأوبئة تظهر وآخرها هذا الوباء الخطر، إنفلونزا الخنازير المنتشر، وقد حذرنا هذا الأمر سيد البشر وبين أن سببه في إنتشار الفواحش، وفشو القبائح، فيا معاشر المسلمين تجتاح الأرض اليوم أحوال جوية غريبة وأجواء طبيعية عجيبة، زلازل تكثر وأعاصير تنتشر وبراكين تدمر وذلك دليل وجود فواحش عظيمة ومعاصي جسيمة، ذنوب عظام وجرائم وآثام، مسلسلات هابطة وبرامج ساقطة، تعليم للموسيقى والأغاني، وقع في القاصي والداني منظر سخيف يختلط فيه الشباب بالشابات، في موقع واحد، يشاهدهم الملايين مشاهد يغتال فيها الدين، ولقد تجرأ بعض المسلمين على شرب الخمور بأنواعها والمخدرات بأشكالها والتشبه بالكفار وبزي الفجار، ألا يخافون من الله الجبار القهار، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال.

” دخلت على عائشة رضي الله عنها أنا ورجل آخر، فقال لها الرجل يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة، فقالت إذا استباحوا الزنا وشربوا الخمر، وضربوا بالمآذن، غار الله جل وعلا في سمائه، فقال للأرض تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم ” فنري أن البيوت والمحلات التجارية تلتصق بالمساجد وتجاورها من كل جهة وناحية ومع هذه النعمة العظيمة فلا يخرج منها إلى بيوت الله عز وجل إلا قلة قليلة وبعضها لا يحضر منها أحد ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، والعجيب أن من يحضرون إلى الصلاة لا ينكرون على المتخلفين عنها، فكم نرى من كثرة الناس في الأسواق والحدائق والمطاعم والملاهي وأمام الشاشات وعلى الأرصفة وفي الشوارع ولا نراهم في أشرف البقاع وأجلها، لا نراهم في بيوت الله عز وجل، فسبحان الله العظيم، كيف تساهل أولئك الناس في أمور دينهم.

وغفلوا عن تحكيم شريعتهم وتركوا صلاتهم وشمروا إلى النار سواعدهم، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، إتصفوا بصفات المنافقين التي وصفهم الله تعالي بها في كتابه العظيم بتكاسلهم عن صلاة الجماعة، فقال الله تعالى ” إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ” وإستمع يا من تركت الصلاة وإستمع يا من قطعت الصلة بالله تعالي، يقول أحد المغسلين للموتى جاءتنا جنازتين إحداهما لشاب يبلغ الرابعة عشرة من عمره والآخر يبلغ الستين، فيقول وإتجه جميع المغسلين إلى ذلك الشاب لتغسيله، فغسلناه وكفنّاه ووجدنا راحة وطمأنينة في ذلك، فسألنا والده عنه، فقال كان من المحافظين على الصلوات وخاصة صلاة الفجر، ولم يترك صلاة الفجر إلا مرة واحدة عندما حضرته الوفاة قبل الصلاة.

وإستطرد المغسل قائلا أما ذلك الطاعن في السن فقد رفض تغسيله كل المغسلين وإذا برائحة كريهة تنبعث منه، فخرج كل من في المغسلة من نتن تلك الرائحة ولم يبقي إلا أنا فإستعنت بالله لتغسيله وعندما سألنا أهله عن حاله قالوا كان لا يعرف جمعة ولا جماعة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى