تقع برقة في الجانب الشرقي من ليبيا ، ومن الشمال البحر المتوسط ومن الشرق الأراضي المصرية، ويحدها من الغرب تاغورا، أو سرت عند بعضهم، ومن الجنوب ودان الواقعة ضمن حدود إقليم فزان حيث كانت مضمومة لسرت ، وهي من أخصب بلدان المغرب، وكان عَبْد الله بن عمرو بن العاص(رضي الله عنه) يقول: “لولا مالي بالحجاز لنزلت برقة؛ فما أعلم منزلا أسلم ولا أعزل منها”.
لا يتفق الجغرافيون المسلمون في العصور الوسطى علي تحديد الحد الفاصل بين مصر وبرقة ، اذ يجعله أغلبهم مبهماً عند الحديث علي حد مصر الغربي ، فيجعلونه برقة أو نبطابلس ، دون تحديد نقطة محددة لهذا الحد ويرى شيخ الربوة أن طول الديار المصرية، يبدأ من أيلة ، و ينتهي عند حدود برقة ويبلغ اربعين مرحلة، ويذهب الحسن الوازن إلي القول بأن برقة تمتد من تخوم مصراته غرباً حتى تخوم الأسكندرية شرقاً .
بينما كان ابن سعيد المغربي من أكثر الجغرافيين دقة في تحديد الاقليم اذ جعل من العقبه الكبرى بداية الديار المصرية ، و يختلف المؤرخون والجغرافيون كذلك علي تحديد حد برقة الغربي لتداخله مع حدود طرابلس ،إذ رأى بعضهم أن الحد عند المقطاع غرب مدينة اجدابية أو قصور حسان ،ويذهب آخرون إلي أبعد من ذلك غرباً اذ يجعلون من سويقه مطكود الواقعة غرب مصراته الحالية أول مناطق برقه الغربية ويحد البحر الأبيض المتوسط برقة من ناحية الشمال وكان لوقوعها علي ساحل المتوسط ميزة في اتصالها المبكر بشعوبه (أما حدودها الجنوبية فقد شملت من ناحية الجنوب الغربي ودان وزويلة ثم تنعطف باتجاة الشرق، ثم الجنوب حتى بلاد تشاد والسودان .
يتنوع الغطاء الجغرافى لإقليم برقة، فهناك السهل الساحلي، وهو الذي يشغل المنطقة الواقعة شرقا من الهضبة القورينائية حتى مدينة سرت غربا، ويوجد بهذا السهل مجموعة من البحيرات، أشهرها: بحيرة بودزيرة، وبحيرة عين زيانة، وعدد من السبخات، منها على سبيل المثال: تلك التي تقع جنوب المدينة القديمة )يوسبريدس( وشمالها، ويوجد بهذا السهل أراضٍ خصبة، ومراع للأغنام والخيول والماشية، بالإضافة إلى أنه كان يحوي مزارع للشعير والقمح، هذا وقد أنشئت على طول هذا السهل مجموعة من الموانئ كانت ذات أهمية، من بينها على سبيل المثال: توخيرا، وطلميثة، وأبولونيا وغيرها.