مقال

نسائم الايمان ومع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء الخامس عشر “

نسائم الايمان ومع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء الخامس عشر ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس عشر مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما، فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه الساعة إلا لأمر حدث، فلما دخل صلى الله عليه وسلم، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحد إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أخرج عني من عندك” قال يا رسول الله إنما هما ابنتاي، وما ذاك فداك أبي وأمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم “إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة” فقال أبو بكر رضى الله عنه، الصحبة يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” الصحبة” فقالت السيدة عائشة ضى الله عنها، فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح.

 

حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكى، ثم قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه، يا نبي الله، إن هاتين راحلتين كنت أعددتهما لهذا، فقال له النبى أخذ إحداهما بثمنها، ثم استأجرا عبد الله بن أريقط الكناني، رجلا من بني الدئل بن بكر من كنانة، وكان مشركا يدلهما على الطريق، ودفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما، ولم يعلم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم، أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر رضى الله عنهم أجمعين، فلما أجمع النبي صلى الله عليه وسلم، الخروج أتى أبا بكر فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمدا إلى غار بثور، وهو جبل بأسفل مكة فدخلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى.

 

بما يكون في ذلك اليوم من الخبر، وأمر مولاه عامر بن فهيرة أن يرعى غنمه نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى في الغار، فكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به وما يقولون في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر، وكان عامر بن فهيرة يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا، فإذا غدا عبد الله بن أبي بكر من عندهما إلى مكة اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم يعفي عليه، حتى يخفى أثر أقدامه، حتى لا تراه قريش، وكانت السيدة أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما، وتقول السيدة أسماء بنت أبى بكر، ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر أتانا نفر من قريش.

 

فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم، فقالوا أين أبوك يا ابنة أبي بكر؟ قلت لهم لا أدري والله أين أبي، فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي ثم انصرفوا، ثم تقول السيدة أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما، ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر ماله كله معه، وكان خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم، فانطلق بها معه، فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال لنا والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، فقلت له، كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا، فتقول وأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده.

 

فقلت له يا أبت ضع يدك على هذا المال، فتقول فوضع يده عليه فقال لا بأس، إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم، وقالت ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك، وبدأ المشركون باقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغوا جبل ثور اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقيل أنهم قالوا، لو دخل ها هنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه، وعن أنس بن مالك أن أبا بكر حدثه فقال، قلت للنبي صلى الله عليه وسلم، ونحن في الغار، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه؟ فقال صلى الله عليه وسلم “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ” ومكث النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر في الغار ثلاث ليال، ثم خرجا حتى وصلا المدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى