مقال

سبحان الصانع العظيم

جريدة الأضواء المصرية

سبحان الصانع العظيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024
الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات، أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله، واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات، شهادة تقود قائلها إلى الجنات وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلم كثيرا ثم أما بعد خلق الله عز وجل المخلوقات فأحسن صورها، فسبحان الصانع العظيم، فإن كل شئ جميل نراه في هذه الدنيا نقول الله، فماذا عندما نراك يا من تروي روحنا وفؤادنا ماذا نقول؟

وكل العبرات تترقرق والقلب يترفرف برؤيتك ماذا نقول عندما ترفع عن جلالتك الحجاب وماذا نقول؟ في حبنا وعشقنا وغرامنا فيك فنحن نشهد جلالك بأننا نرتل القرآن ونتدبره ونؤدي الصلاة ونتتعتع فيها ونتقرب اليك بالنوافل لتقبلنا فتقبلنا يا حنان يا منان يا من وسعت كل شيء علما، فإن القلوب قد جبلت على حب من أحسن إليها، ولا شك ولا ريب أن أعظم المحسنين هو رب العالمين بل كل الفضل والإحسان منه فإن مصدر أي نعمة أو إحسان فإنها من الله الكريم المنان وإن محبة العبد لربه ليست بالدعاوى وإنما بالبينات وقد جعل الله تعالي لها علامات تدل عليها، وإن علامة محبة العبد لله عز وجل أن يكون متبعا لرسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم بفعل أوامره وإجتناب نواهيه وإتباع سنته.

أما من إدعى أنه يحب الله تعالي وهو مخالف لرسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يصدق في دعواه، فقال بعض السلف ادّعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحبة ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني” فيا عباد الله كل حبيب يحب أن يلقى بحبيبه ويراه فأنا اقول لكم إن الحبيب الذي يستحق الغرام هو الله جل علاة وتباركت أسمائه “ألا إن كل حبيب يحب أن يلقى حبيبه فسيروا الي ربكم سيرا جميلا عساكم تكونون من الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه” وأنتم إذا عرفتم الله حق المعرفه أقسم بجلال الله أنكم لتجعلونه هو اقرب اليكم من اي شي وشخص وعمل دنيوي وستتبعون نهجه وسنة نبيه والعمل بطاعة أوامره وإجتناب نواهيه، فنحن ننام ونغفل ونلهو ونلعب ورب الكون لا ينم ولا يلهيه شئ ألا تدبير أمورنا جلها وكبيرها وصغيرها فهو الحكيم الخبير علام الغيوب.

لذلك كونوا على ثقة بأن كل ما يقدرة وينزله لنا فيه سعادة وله فيه رضا فاطمنئنوا دائما، فننتقل نقلة إلاهية في هذه الفقرة لنعلم والعلم عنده من هو الله فهو من يسبح له من في السموات السبع والارضين حتي الحياتان في الماء، زهو الرب الواحد الاحد الذي ليس له ولد ولا شريك في الملك، وهو الرحمن الرحيم، هو الملك وهو القدوس، هو السلام وهو المؤمن، هو العزيز الحبار المتكبر البارئ الخالق وهو المصور تباركت أسمائه وتعالت صفاته، فهو التواب بشدة الغفور بكثرة وهو الواسع العفو القدير اللطيف، وهو السميع البصير، فهو القريب الرقيب الحسيب، وهو أيضا الشهيد الحميد الحفيظ وهو الحق المبين فذا هو الخلاق هو الفتاح الرزاق الشكور وهو المتعال، هو الوهاب الخفي فالقادر الغالب الحاضر وهو المقتدر تباركت اسمائه وتعظمت.

وفي جناته جعل لنا مسكنا فيها وجعل ضياء وجهه نورا لنا فيها ورفقة نبيه شرفا لنا وتاج رأسنا فاللهم اجعل حياتنا كلها طاعة لك ولا تجعلنا ممن قلت عنهم “ويقول الانسان أءذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا” بل اجعلنا يااربي ممن قلت فيهم “فرحين بما أتاهم الله من فضله” ياارب العالمين، فإن محبة الله ومغفرته للعبد ومن حضي بها فقد حاز الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وبها تنال حلاوة الإيمان، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى