مقال

الرسول ونقض تقليد جاهلي متأصل

جريدة الأضواء المصرية

الرسول ونقض تقليد جاهلي متأصل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 12 ديسمبر 2024
الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أعلى ربه قدره ورفع بين العالمين ذكره وأثنى على أخلاقه فقال “وإنك لعلى خلق عظيم” صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وترسّم خطاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد كان هناك نكاح واحد كان لنقض تقليد جاهلي متأصل وهي قاعدة التبني، وكان للمتبني عند العرب في الجاهلية جميع الحرمات والحقوق التي كانت للابن الحقيقي سواء بسواء، وكانت قد تأصلت تلك القاعدة في القلوب، بحيث لم يكن محوها سهلا، لكن كانت تلك القاعدة تعارض معارضة شديدة للأسس والمبادئ التي قررها الإسلام في النكاح والطلاق والميراث وغير ذلك من المعاملات، وكانت تلك القاعدة تجلب كثيرا من المفاسد والفواحش.

التي جاء الإسلام ليمحوها عن المجتمع، وقدر الله تعالي أن يكون هدم تلك القاعدة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذاته الشريفة، وكانت ابنة عمته زينب بنت جحش رضي الله عنها وكانت تحت زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد، ولم يكن بينهما توافق حتى هم زيد بطلاقها، وفاتح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم إما بإشارات الظروف وإما بإخبار الله عز وجل إياه، أن زيدا إن طلقها فسيؤمر هو صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها بعد إنقضاء عدتها وكان ذلك في ظروف حرجة من تألب المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وكان يخاف إذا وقع هذا الزواج دسيسة للمنافقين والمشركين واليهود، وما يثيرونه من الوساوس والخرافات ضده.

وما يكون له من الأثر السيئ في نفوس ضعفاء المسلمين فلما فاتح زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرادته طلاق زينب أمره بأن يمسكها ولا يطلقها وذلك لئلا تأتي مرحلة هذا الزواج في تلك الظروف الصعبة، ولم يرضي الله تعالي من رسوله صلى الله عليه وسلم هذا التردد والخوف حتى عاتبه الله عليه، وأخيرا طلقها زيد وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام فرض الحصار على بني قريظة بعد أن انقضت عدتها، وكان الله تعالي قد أوجب عليه هذا النكاح ولم يترك له خيارا ولا مجالا حتى تولى الله ذلك النكاح بنفسه، وذلك ليهدم قاعدة التبني فعلا كما هدمها قولا، وقد أثار المنافقون وساوس كثيرة وقاموا بدعايات كاذبة واسعة حول هذا النكاح، وقد أثر بعضها في ضعفاء المسلمين.

لاسيما أن زينب كانت خامسة أزواجه صلى الله عليه وسلم ولم يكن يعرف المسلمون حل الزواج بأكثر من أربع نسوة وأن زيدا كان يعتبر ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم والزواج بزوجة الإبن كان من أغلظ الفواحش وقد أنزل الله تعالي في سورة الأحزاب حول الموضوعين ما شفى وكفى وعلم الصحابة أن التبني ليس له أثر عند الإسلام وأن الله تعالى وسع لرسوله صلى الله عليه وسلم في الزواج ما لم يوسع لغيره لأغراضه النبيلة الممتازة، عباد الله إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته مسبحة بقدسه وثلث بكم معاشر المسلمين من جنه وإنسه، فقال جل وعلا، في قرآن يقرا ويتلى ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى