أمة إقرأ لاتقرأ بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس إدارة جريدة الأضواء والمشرف العام على الدبسك
القراءة هي من أهم وسائل كسب المعرفة والركيزة الأولي للثقافة وإكتساب المهارات وتكسب أي قارئ القدرة على الفهم والتحليل حيث تؤدي إلي إتساع مداركهم
فالقراءة هي جوهر الحضارات وحصنها المنيع وهي نور يبدد ظلام الجهل
فمتي بلغت أي أمة أشدها وعرفت للقراءة قدرها فقد نالت عزها وعادت لها حضارتها وأمة لاتقرأ لاتعرف حاضرها من مستقبلها ولا تمتد جذورها لأصولها
بعكس الأمة الجاهلة فقد حكمت علي نفسها بالرجعية وتحمل في ذاتها بذرة النهاية والفناء
ومن الذكر أن أحاديث البشر هي كما هي لاتتغير ولاتتبدل مهما شاركناهم فيها ومهمت تنوعت فهي نتاج واقع نعيش فيه من ظروف وأحداث حتي وإن إختلفت ولكن هو نفس الأسلوب
أما حينما نجعل القراءة هدفنا فبها نتعمق في أفكار جديدة وتتفتح الآفاق حولنا علي مانكنه في صدورنا والذي قد لم نألفه علي وجوده بيننا
فهنا نشعر بحلاوة هذه التجربة لكشف المجهول ولربما نصل إلي أحلامنا والتي تاهت منا بين السطور لنحلق في سماء أدب رفيع وزيادة رصيد المعلومات لدينا في التعرف أكثر وأكثر علي حضارات عميقة علي سطح الكرة الأرضية كانت غائبة عنا لنصبح بالقراءة في عالم متفرد بذاته
ولنعلم جميعا نظراً لأهمية القراءة فقد كانت أولي كلمات الوحي للرسول الكريم هي إقرأ بإسم ربك الذي خلق
فكان عهدا من المولى عز وجل لما هو آت علي هذه الأمة الوليدة من إنتشار الدين الإسلامي بين الأمم مما يستوجب علي المسلمين أن يكونوا قارئين لتسهيل عملية نقل الرسالة ونشرها
وبالقراءة والمعرفة كان للمسلمين الأوائل الفضل الأول في ذلك وكانت بلاد المسلمين منارة للعلم والمعرفة والثقافة في وقت كانت فيه أوروبا تعيش في ظلام الجهل
وعندما تركناها تراجعنا قرونا للخلف ومن تعلموا منا سبقونا الي منصات التعليم والتقدم
نحن أمة إقرأ فإن لم تكن الفائدة علمية فهي أدبية حيث تزيد من رفعة الرقي لمن يقرأ ليس أمام المجتمع نفسه بل أمام ذاته بل وتعزز مكانته في وسط المحيطين به