مقال

فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة

جريدة الأضواء المصرية

فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن الله قرن الزكاة بالصلاة في القرآن الكريم، وبمختلف تصريفات الكلمة من ماض ومضارع وأمر ومصدر واسم فاعل ففي الماضي، فقال الله تعالى “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” وقال في آية أخرى يقول تعالي ” فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم” وقال تعالي أيضا “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين”

وكما قرنها سبحانه وتعالي مع الصلاة بصيغة المضارع، فقال الله تعالى “الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون” وقرنها مع الصلاة بصيغة الأمر فقال الله تعالى “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين” وقرنها سبحانه مع الصلاة بصيغة المصدر فقال الله تعالى “وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين” وقال عز وجل ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار” وكما قرنها سبحانه وتعالي معها بصيغة اسم الفاعل فقال تعالى.

“لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما” كما قرنها معها في حالة الجمع، كما في الآيات السابقة، وقرنها معها في حالة الإفراد، فقال تعالى ” ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة” وهذا كله يدل على أن الزكاة لا تفارق الصلاة، لا بالنسبة للفرد المسلم ولا للمجتمعات المسلمة، ولذا قيل إن الله تعالي قرن ثلاثا بثلاث، قرن الصلاة بالزكاة.

فمن صلى ولم يزكي فصلاته ناقصة، وقرن طاعة الله بطاعة رسوله، فلا طاعة لله إلا مع طاعة الرسول، وقرن شكر الله بشكر الوالدين، فلا يُقبل شكر لله إلا مع شكر الوالدين، وإذا كانت هذه هي الزكاة في القرآن المصدر الأول للإسلام، فإنها لا تقل أهمية في السنة، فهي المصدر الثاني للإسلام، فقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام الزكاة ركنا من أركان الإسلام، وأساسا من أسسه الخمس، فقال صلى الله عليه وسلم “بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت” فاللهم وحّد صفوفنا وإجمع كلمتنا ووفق ولاة أمورنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأصلح شؤون هذه الأمة وسدد خطاها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى