نماذج مشرفة

الشخصية الحادية والعشرين من كتاب شخصيات مؤثرة براءة من الاحتكار

جريدة الأضواء المصرية

الشخصية الحادية والعشرين
من كتاب شخصيات مؤثرة
براءة من الاحتكار
بقلم
محمد ابراهيم الشقيفي
قمة التعاسة في ظل تعرجات تلك الدروب الجبلية أن يشعر المرء بشدة الإحباط وهو يلهث من نقص الهواء خلف كواليس الوهم باحثاً عن دواء يتداوي به في زمن شاع فيه بلاء الاحتكار مشاع بين التجار .
حينما تتكشف سوءة الداء لعيون تعجز عن إيجاد حلول للشفاء وتتوجع النفس على الملأ عند وجود اليأس في كهف جلست علي اريكته لحظات البؤس تبكي ويعيش العالم دون أن يدري أن مايراه أبشع الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية بلا رحمة.
في ظل الإمكانيات المتاحة للفقير يعيش بكل رضا لعدم وجود بدائل تحت سقف بيت لا يخشي من حوائطه أن تميل عليه أو تهدم أحلامه المهمشة فيموت لديه شعور الأمان.
لكن هناك من يواجه تلك التحديات والاطماع يقف في وجه حيتان محتكري تلكم النعمة التي يكمن بين ضلوعها سر حياة الإنسان .
مازال الخير دائم وعلي رأس الساحة بعض الشرفاء الذين عانقوا القمر من أجل أن يصدر بصيص أمل ينير قلوب من أوشك طريقهم بالفعل علي الدخول في دوامة الهلاك .
نجد أصحاب الصدور الرحبه والقلوب الرحيمة تدشن حملة تمرد علي ذوي النفوس الضعيفة التي تتلاعب بجينات البشر كل المعايير لديها تخضع تحت عنوان سيكولوجية جمع الثروة وكيفية حماية المصالح مهما كان المقابل ولو تألم الإنسان علي رمضاء الجوع والمرض واشتد عليه القهر من ذل السؤال.
الأمر شائك ولست في موضع هجوم علي الضمائر المنفصلة عن شخصية الإنسان لكنني أذكر كل مكلف بأداء مهمة تتعلق بحماية حق البشرية في الحياة دون أن أخفي وجهي وراء خلفيات قناع يجعل الحقيقة عمياء .
لقد نجحت شخصيات سوية في كلا المجال الطبي والدوائي علي احتواء بعض الهزات النفسية للم شمل الأحداث المتناثرة بطريقة مهذبة فيها إحساس مختلف بحال الفقير فكان الكشف إما مجاني دون بلبلة المن والذل في الخفاء لغير القادرين أو علي صعيد آخر
فقد أصر قطاع من النبلاء علي منح أموالهم صفة الطهارة من التخبط بعد الصراع المرير مع لغة المال كانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والاستثمار الأمثل في بقاء الإنسان دون علة
ينعم بحياة فيها دفء الداء لحظه بلحظه قبل ان يستزيد من بطش المرض اللعين .
لقد لمعت بعض الشخصيات كما تلمع النجوم في سماء خالي من الغيوم السوداء لهم فراسة قد أنارت بصيرتهم ثم خاضوا حرب مشروعة مفتاح السر فيها ميثاق الشرف وقسم الولاء للحفاظ علي سلامة المواطن وتراب الوطن لقد وقفوا مثل الأبطال ضد قراصنة الدواء تنازلوا عن المشاحنات وفروا شتي أنواع الأدوية الغير متواجدة بفعل فاعل مرفوع وعلامة رفعه الطمع في أموال الفقراء تنازلوا عن بعض الأرباح الصافية دون أدني خسارة في رأس المال اقتنعوا أن حياة المريض أهم
وقنعوا بما قسمه الله عليهم من رغد الخير كانت لهم السعادة في الدارين.
الأطباء والصيادلة كثيراً منهم اوفياء استمسكوا بعهد الولاء والانتماء كانت لنا فيهم نماذج نفخر بامثالها ونبل جوهرها .
أنجبت مصر نساء زرعوا الخير استحدثوا السعادة بعد انقراض المشاعر والأحاسيس التي تستانس بها الأرواح بعد تعرض الجسد الهزيل لامواج الوجع برأت أنفسهم من احتكار سلعة الدواء كانت لنا رؤية ثاقبة في هذه الشخصية الكريمة سعادة الدكتورة الصيدلانية هبه محمد حسن الصعيدية الجذور من محافظة المنيا والحاصلة علي بكالوريوس الصيدلة بتقدير عام جيد جداً فقد أخذت العهد علي نفسها ألا تستجيب إلى المغريات
وأن تنفر من الموبقات وخاصة التي تشبه السحر الأسود الذي يفتك بجهاز مناعة الجسم قد خاضت عدة مراحل وتجارب جعلت منها رمزاً يفرد أجنحته الشموخ والكبرياء خاصة بعد أن عملت بالتفتيش الصيدلي بمحافظة المنيا لمدة عشر سنوات متصلة وعلي شاكلة الأمر بمحافظة القليوبية لمدة خمس عشرة سنة متصلة ثم عكفت علي دراسة الواقع وكأنها في عمل ميداني يبحث الحالة الاجتماعية والإنسانية لكل مريض إنها رمز العزة والكرامة في نفس كل سيدة مصرية حين قررت أن لا تنجرف مع تيار المتاجرة بصحة الإنسان استطاعت أن توفر كثيراً من الأدوية الناقصة من خلال التعامل النزيه مع الشركات الوطنية الحريصة علي عدم احتكار الدواء فقد تنازلت عن بعض الأرباح بصفة مستمرة
قررت أن تقف بجوار كل محتاج كانت هذه شهادة من لا صلة له بها أن يقول كلمة حق لقد اقتضت الأمانة الأدبية أن نعرض تجربتها في مجال مقاومة عدم احتكار الدواء بصورة سلسلة تجعلها في طليعة صفوف شخصياتنا المؤثرة ليكن تصرفها النبيل المتميز والمتمثل في عدم بيع ما لديها من أصناف الدواء المسحوبة عمداً مع سبق الاصرار والترصد من السوق تمهيداً لبيعها بسعر أعلي هو جريمة في حق كل نفس تتألم من شدة الإعياء نشهد لها أنها اتخذت خطوة هامة في مجالها الصيدلاني خاصة وأنها تعشق الدراسة والبحث العلمي بعد أن قررت خدمة المجتمع والاعتكاف علي استكمال رسالة الماجستير المتعلقة علمياً بتخصصها تحت مسمى ميكروليولوجي بجامعة بني سويف هذا الرقي الجلي
هو للمتالم انفراجة وأعظم هدية بادرة أمل تنير طريق الإنسانية.
الكاتب محمد ابراهيم الشقيفى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى