نحن كبشر نتذكر أدق تفاصيل عثراتنا وأغلب ما ورثناه من مشاعر بائسة من خيباتنا
حتى الأماكن التى يحدث أن نمر بها وكانت لنا فيها ذكرى محزنة قد تغير مزاجنا وتعيد إلى الفكر مصائب ذكرياتنا لتزلزل ما بنيناه من صبر في قعر نسياننا
فالجروح العميقة قد تحتاج منا وقتا أطول لعلاجها والخدوش البالغة قد تستنفذ منا أغلب طاقاتنا فالحياة ليست نزهة عادية وليست رحلة سهلة وليست قصة دوما نهايتها فرح فأغلبنا مثقل بالهموم ومسكون بالتعب ومكدس بالحزن ومغلف بكم هائل من التساؤلات
وأغلبنا خلق ليجد نفسه جسر عبور لغيره لا ليستمتع في عيشه وكأنه يعيش ليسعد غيره ناسيا نفسه مهملا حياته
فقد تتغير الأمنيات وتتبدل المسارات وتختلف الأحداث وقد تمحى الخيارات وتتجدد الضروريات حتى نصل في نهاية الأمر لرسم مسافة من الهدوء وحفر مساحة من الأمل لنردم فيها أوجاعنا
لهذا قد نتجاهل بعضا مما يشعرنا بالإحباط فوق إحباطاتنا وقد نبتسم مع الإحتفاظ بحقنا في الحزن الغير مفرط دون أن نتنكر لتلك الخيبات و المنغصات و الهموم لأننا لا نستطيع ببساطة إخلاء سبيلنا منها دون أن تؤثر بنا
نستمر لأننا نحتاج لقدر من التفاؤل لنبقى ونواجه لأن خيار الإستسلام قد يكون مميتا
ورغم أننا مطاردون أحيانا من أشياء تحاول إضعافنا وسلبنا أبسط حقوقنا في العيش إلا أننا نجازف بالتقدم ونكافح لخلق فرص للبهجة ذات حظ أوفر وإن لم تسعفنا إمكانياتنا ولم نجد من يحاول إنتشالنا فالمجد دوما لنا لأننا نبتسم وداخلنا غير منظم ومرتب