بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس إدارة جريدة الأضواء والمشرف العام على الديسك والموقع
اذا تكلمنا عن المتعلم والجاهل بالمفهوم العام أن من حصل علي شهادتة في أي مستوي تعليمي فهو متعلم ومن تسرب من التعليم فيقول له الناس بالجاهل
ولكن إذا نظرنا بالمعيار السليم فكم من متعلمين بل وحاصلين علي اعلي الشهادات فهم جاهلون فقد تكون النظم التعليمية في مجتمعاتنا العربية ليست علي التقييم العلمي السليم خاصة مع انتشار عمليات الغش والرشوة للحصول علي درجة علمية لايستحقها هذا الإنسان
وهذا قد يضر بالمجتمع عموما حيث قد يتخرج طبيب أو مهندس او غيرهم بطريقة ما بعد أن حصدوا اعلي الدرجات بأساليب ملتويه الكل يعلمها فيضر المجتمع حيث لا يدري عن المهنة شيئا بل أصبح فيها بالصدفة البحته
وكم من أناس مثل آباؤنا لم يتعلموا في المدارس ولكن تعلموا في مدرسة الحياة فأجادوا ونجحوا بل وتفوقوا وأصبح من دونهم تحت قيادتهم
ولكن نجد أن معظم المشكلات في كل المجالات المختلفة سببها أنصاف المثقفين أنصاف العلماء أنصاف المهندسين أنصاف الأطباء أنصاف الاقتصاديين وهكذا
فالجاهل لا يستطيع أن يصنع سفينة أما العالم فيصنع أمتن السفن لأنه يملك أدوات المعرفة وقوانينها أما النصف عالم فيصنع لك سفينة لتغرق بها في منتصف البحر فهو يمتلك أدوات المعرفة لكن لا يملك قوانينها
فالجاهل لا يؤذي إلا نفسه و لن يضرك كثيراً فهو لا يستطيع حتى أن يبرهن على أقواله أما نصف المثقف هو أشد خطراً من الجاهل ونصف المعرفة أشد خطراً من الجهل
فالجاهل قد يحثه جهله على التعلم أما المتعلم فقد حاز القشور وترك لب الدراسة واعتبر أن ماحصل عليه من العلم هو هذه القشور
فلا هو عالم فينتفع بعلمه ولا هو جاهل في نظر نفسه فيتعلم
فنصف الطبيب هو من قرأ كتابا أو كتابين في الطب فصار يعرف الدواء لكنه لا يعرف قانون الدواء يخلط الدواء بعضه ببعض فيصيب مريضه بالتسمم أو بالوفاة
ونصف الشيخ هو من قرأ مجلدا أو مجلدين فصار يعرف الحكم لكنه لا يعرف حال المخاطب أو أرض الواقع فيخلط حالا بحال وأصلا بأصل
حتى أنصاف القراء أنفسهم ممن إذا قرأوا سطرا لم يكملوه أو إذا قرأوا سفرا لم ينهوه أو إذا قرأوا كتابا ظنوا أنهم أحاطوا بمجامع العلم وأتقنوا صنوفه لكنه في الحقيقة هم كالطير ينقر هنا مرة وهنا مرة
وهنا تكمن المشكلة فنصف المثقف يستطيع خداعك بمصطلحاته التي لا يفقه هو نفسه مضامينها فتراه يتكلم باصطلاحات العلماء لكنه متخبط في فحواها لا يفهم لها معنى وغالبا ما نضطر إلى تصديقه لأنه يتكلم بلسان العلماء
ظاهرة أنصاف المثقفين هي الخطر الحقيقي والتي أدت بدورها إلى تدمير المهنة و قلة احترام التخصص
الجميع يعرف كل شيء عن كل شيء
فلا تكاد تعرض مسألة أو حادثة إلا والجميع يدلي بدلوه فلا أحد يحترم المهنة ولا أحد يحترم التخصص