الاقتصاد

إنهيار أسهم “بي دي دي” يمحو 55 مليار دولار من قيمتها ويرسل تحذيرا للاقتصاد الصيني

 

 

إنهيار أسهم “بي دي دي” يمحو 55 مليار دولار من قيمتها ويرسل تحذيرا للاقتصاد الصيني

متابعة عبده الشربيني حمام
يتلاشى أحد الجوانب المشرقة للاستهلاك الصيني سريعا، إذ يؤثر التباطؤ الاقتصادي في البلاد على الطلب في أكثر السلع ميسورة التكلفة.

 

في أحدث تحذير للأسواق العالمية بشأن صحة الاقتصاد الصيني، فاجأت شركة “بي دي دي هولدينجز” مالكة “تيمو” يوم الاثنين المستثمرين بتوقعات قاتمة على غير العادة.

 

كما أعلنت شركة التجارة الإلكترونية، التي أصبحت مفضلة في السوق بسبب سلعها منخفضة السعر التي ساعدت في تعزيز المبيعات والأرباح خلال فترة الركود الاقتصادي في الصين، إيرادات لا ترقى إلى التقديرات.

خلال بيان ما بعد الأرباح، ذكر الرئيس التنفيذي تشين لي 8 مرات على الأقل أن الإيرادات والأرباح ستنخفضان “حتما” مع تباطؤ النمو الاقتصادي.

“نشهد تحديات جديدة كثيرة في المستقبل، من تغير الطلب الاستهلاكي حتى المنافسة المتزايدة، وعدم اليقين في البيئة العالمية”، بحسب تشين لي.

تراجعت أسهم “بي دي دي” 29 % في أكبر انخفاض لها، ما أدى إلى محو 55 مليار دولار من قيمتها السوقية، الأمر الذي يعد تحذيرا للاقتصاد الصيني. وتبعتها أقرب منافسيها، “علي بابا” و”جيه دي”، حيث انخفضتا نحو 5 % في هونج كونج.

تحذير “بي دي دي” فاجأ المستثمرين حيث إن الشركة كانت تعد منذ فترة طويلة أنها المستفيد الرئيس من “تقليص إنفاق المستهلك” الصيني، وكانت إستراتيجيتها للتسعير المنخفض تهدف إلى جذب المتسوقين المهتمين بالتكلفة في وقت التقلبات الاقتصادية غير المسبوقة.

كانت النتائج المخيبة للآمال هي الأحدث في سلسلة من التحذيرات حول الاقتصاد الصيني. في هذا الأسبوع، كشفت سلسلة الوجبات السريعة الشهيرة دين تاي فونج – التي كانت لفترة طويلة واحدة من أشهر العلامات التجارية للمطاعم في جميع أنحاء البلاد – عن إغلاق أكثر من 12 فرعا. في الشهر الماضي، كشفت شركة ستاربكس عن انخفاض 14 % في الإيرادات الصينية في الربع المنتهي في يونيو.

في حين كافحت ستاربكس ودين تاي فونج منذ فترة طويلة معنويات السوق المتقلبة، جاءت تحذيرات “بي دي دي” مفاجئة لأنها لخصت لسنوات كيف رفض المستهلكون الصينيون الذين يعانون ماليا العلامات التجارية الفاخرة لصالح البدائل الأقل تكلفة.

أصبح “تيمو” ظاهرة تسوق أشبه بتطبيق “شي إن”، إذ كان أحد أكثر التطبيقات التي يتم تنزيلها في الولايات المتحدة لفترة، ما أدى إلى زيادة القيمة السوقية 6 أضعاف من أدنى مستوياتها بعد كوفيد في 2022.

كان المستهلكون الأقل ثراء في الصين هم الدافع وراء جزء كبير من نجاح “بي دي دي”، لكنهم الآن مصدر كبير لعدم اليقين.

الاستهلاك يعد محرك رئيس للاقتصاد، وضعفه ينعكس على النمو.

في ظل تخفيضات واسعة النطاق في الوظائف والرواتب إضافة إلى انخفاض أسعار العقارات، أصبح المستهلكون الصينيون أكثر حذرا في إنفاقهم، ما أدى إلى حرب أسعار شديدة في قطاعات مثل السيارات.

كتب المحللان في مورجان ستانلي إيدي وانج وكاثي تشو أن نتيجة “بي دي دي تدل على ضعف الاستهلاك والمنافسة الشديدة. مع ذلك، نعتقد أن تعليقات الإدارة بشأن انخفاض الربحية طويلة الأجل متحفظة للغاية”.

في الوقت الحالي، لا يزال عديد من المستثمرين يعتمدون على “بي دي دي” للتفوق على نظيراتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى