مقال

سواعد العاملين المتوكلين

جريدة الأضواء المصرية

سواعد العاملين المتوكلين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 20 أغسطس 2024
الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهدا ن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبه ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وبعد سبحان الله نعيش في زمان العجائب والغرائب التي يقف لها العاقل محتار والغيور منهار، تلكم فراخ الفضائيات ونتاج المشاهدات فمتى أيها الآباء ستشعرون بعظم المسؤولية وخطورة التفريط في الرعية فبالله عليكم هل جهدتم في نصح أبنائكم أم هل فرطتم في أماناتكم فإن لم تجهدوا لأهليكم، وتنصحوا لذويكم، فإليكم ما صح في الصحيحين من قول نبي الثقلين حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من وال يسترعيه الله رعية ، ثم لم يجهد لهم ، وينصح لهم ، إلا لم يدخل معهم الجنة ” فتذكروا يوم العرض والحساب والوقوف بين يدي شديد العقاب.

فعن تقصيركم ستسألون وعن تفريطكم ستعاقبون واسمعوا قول رب البرية وخالق البشرية، حيث قال في أكثر من آية ” وقفوهم إنهم مسئولون” واعلموا يرحمكم الله أن التخطيط أساس نجاح أي عمل من الأعمال سواء في حياة الفرد أو المجتمع، والتخطيط سلوك إسلامي قويم، ومنهج رشيد حث الإسلام على ممارسته في جميع شئون الحياة لأنه بالتخطيط يحقق المسلم فعالية في عمله وإنتاجه، وكفاءة في أدائه، وبه تتقدم الأمم وتزدهر وترقى إذ أن الأسر والمجتمعات لا تنهض أبدا على الكسالى والمتواكلين بل تنهض على سواعد العاملين المتوكلين على الله تعالي الآخذين بالأسباب ويروى أن شقيق البلخي، ذهب في رحلة تجارية، وقبل سفره ودع صديقه إبراهيم بن أدهم حيث يتوقع أن يمكث في رحلته مدة طويلة.

ولكن لم يمض إلا أيام قليلة حتى عاد شقيق ورآه إبراهيم في المسجد، فقال له متعجبا ما الذي عجّل بعودتك؟ قال شقيق رأيت في سفري عجبا فعدلت عن الرحلة، قال إبراهيم خيرا ماذا رأيت؟ قال شقيق أويت إلى مكان خرب لأستريح فيه، فوجدت به طائرا كسيحا أعمى، وعجبت وقلت في نفسي كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي، وهو لا يبصر ولا يتحرك؟ ولم ألبث إلا قليلا حتى أقبل طائر آخر يحمل له العظام في اليوم مرات حتى يكتفي، فقلت إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني، وعدت من ساعتي، فقال إبراهيم عجبا لك يا شقيق، ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى الكسيح الذي يعيش على معونة غيره، ولم ترض أن تكون الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين؟

أما علمت أن اليد العليا خير من اليد السفلى؟ ومن صفات المؤمنين أيضا هو المحافظة على الصلاة، فالصلاة هي شعار الإسلام جاء الأمر بها في آيات عديدة منها وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم أحد أركان الإسلام الخمسة، كما أن القرآن اعتبر الخشوع في الصلاة صفة من صفات المؤمنين، وليس إقامة الصلاة فحسب، وهو إشارة إلى أن الصلاة ليست مجرد ألفاظ وحركات لا روح فيها ولا معنى، وإنما تظهر في المؤمن حين إقامة الصلاة حالة توجه إلى الله تفصله عن الغير وتلحقه بالخالق إلا وهى الخشوع، نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لغفور رحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى