
أناس أهدر دمهم النبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 15 أغسطس 2024
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة، أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عبدالله بن سعد، أخو بني عامر بن لؤي، وأما سبب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل سعد وشفاعة عثمان فيه، وهو إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه قد كان أسلم.
وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فارتد مشركا راجعا إلى قريش ففر إلى عثمان بن عفان وكان أخاه للرضاعة فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن الناس وأهل مكة، فاستأمن له فزعموا أن رسول الله صمت طويلا، ثم قال نعم فلما انصرف عنه عثمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله من أصحابه لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلي يا رسول الله ؟ قال إن النبي لا يقتل بالإشارة، وقال ابن هشام ثم أسلم بعد فولاه عمر بن الخطاب بعض أعماله ثم ولاه عثمان بن عفان بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكما أن عبدالله بن خطل رجل من بني تيم بن غالب إنما أمر بقتله أنه كان مسلما فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا.
وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له يخدمه وكان مسلما فنزل منزلا وأمر المولى أن يذبح له تيسا فيصنع له طعاما فنام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا، وكما كان هناك أناس أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهم وسبب ذلك، قيل أنه كانت له قينتان فرتنى وصاحبتها وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما معه، والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي وكان ممن يؤذيه بمكة، وقال ابن هشام وكان العباس بن عبدالمطلب حمل فاطمة وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة يريد بهما المدينة فنخس بهما الحويرث بن نقيذ فرمى بهما إلى الأرض، وقال ابن إسحاق ومقيس بن حبابة وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.
لقتل الأنصاري الذي كان قتل أخاه خطأ ورجوعه إلى قريش مشركا، وسارة مولاة لبعض بني عبدالمطلب وعكرمة بن أبي جهل، وكانت سارة ممن يؤذيه بمكة فأما عكرمة فهرب إلى اليمن وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فاستأمنت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه فخرجت في طلبه إلى اليمن حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، وأما عبدالله بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي، اشتركا في دمه، وأما مقيس بن حبابة فقتله نميلة بن عبدالله رجل من قومه فقالت أخت مقيس في قتله لعمري لقد أخزى نميلة رهطه وفجع أضياف الشتاء بمقيس، فلله عينا من رأى مثل مقيس، إذا النفساء أصبحت لم تخرس.
وأما قينتا ابن خطل فقتلت إحداهما وهربت الأخرى حتى استؤمن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فأمنها، وأما سارة فاستؤمن لها فأمنها ثم بقيت حتى أوطأها رجل من الناس فرسا في زمن عمر بن الخطاب بالأبطح فقتلها، وأما الحويرث بن نقيذ فقتله الإمام علي بن أبي طالب.