مقال

أبو معبد يتمني صحبة رسول الله

جريدة الأضواء المصرية

أبو معبد يتمني صحبة رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، بعدما سمع ابو معبد من زوجتة السيدة أم معبد الوصف البليغ التي وصفت به المصطفي صلي الله عليه وسلم، فقال أبو معبد بعد أن سمع هذا الوصف البليغ هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، فتأملوا هذا العقل الراجح لما سمع من هذا الخبر عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والمعجزات التي تحدث تترى بين يدي زوجه، والوصف البليغ الذي هو وصف مقام النبوة ووقارها، تمنى صحبته وأقسم أن يصحبه.

فهذا هو الشرف الرفيع والمقام العالي البليغ، وجاء في تمام الحديث بعد أن قال أبو معبد ما قال ولا أفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول جزى الله رب الناس خير جزائه، رفيقين قالا خيمتي أم معبد، هما نزلاها بالهدى واهتدت به، فقد فاز من أمسى رفيق محمد، فيا لقصي ما زوى الله عنكم، به من فعال لا يجازى وسؤدد، ليهن بني كعب مقام فتاتهم، ومقعدها للمؤمنين بمرصد، سلوا أختكم عن شاتها وإنائها، فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد، دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه، صريحا ضرة الشاة مزبد، فغادرها رهنا لديها لحالب، يرددها في مصدر ثم مورد، ويقول الحافظ البغوي رحمه الله وقد أورد هذا الحديث في شرح السنة، أورد ما قالته أسماء رضي الله عنها.

“لما سمعنا هذه الأبيات وهذا الكلام، عرفنا حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن وِجهته إلى المدينة” وتعني بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مع أبيها أبي بكر، لم تعرف أين ستكون وجهته ومهاجره لأنه كان أمرا مخفيا عنهم، لكنهم لما سمعوا هذه الأبيات علموا أن وجهته إلى المدينة، وبعد هذا الجانب من وصف نبينا وسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وما أبلغ ما جاء في هذه الأبيات “قد فاز من أمسى رفيق محمد” فاز كل الفوز من لقيه وآمن به، وفاز فوزا عظيما من آمن به ولم يلقه، وأعظم الناس فوزا من اقترب من سنته وسيرته، وعظم حبه في قلبه، حتى كان أحب الناس إليه، وتمنى رؤيته بأهله وماله وولده كما أخبر صلي الله عليه وسلم قد أمسى فائزا من تمنى وطبّق رفقة محمد صلي الله عليه وسلم.

هكذا كما حصل لأم معبد رضي الله عنها حينما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بساحتها، وحلّ بخيمتها، حلت البركات، وهذا ليس لأم معبد وحدها، بل هي بركاته صلى الله عليه وسلم التي أفاءها الله على العالمين فإن بعثته رحمة للناس كافة، وهي بركات أولى الناس بها من اقترب منه صلى الله عليه وسلم ومن كان حريصا على متابعته والإهتداء بهديه، ولذلك فإن الناس يتفاوتون في قربهم من نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بحسب اقتفائهم لأثره واتباع سنته، وتعظيم جنابه، فليكن هذا الأمر عندك أخي المسلم حاضرا في كل لحظة فتأمل في مسالكك هل أنت ممن عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبه حق الحب؟ وإنه ليس شيء يدعى، ولكنه شيء لا بد أن يصدق بالأفعال والأقوال.

وهل أنت ممن إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بادرت بالصلاة والسلام عليه، وحضر في خاطرك الشوق للقائه، وتمني رؤيته، أم أنك لا تحفل بذلك؟ كل هذه أمور فيصل في هذه الدعوى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى