بداية لايمكن لأي مجتمع أن يستقيم مالم تكن المبادئ القويمة هي السائدة فيه
فإن توغل القيم الإنسانية والأخلاقية لهي أساس لإستمرار المجتمع وتماسكة ودفعه للتطور والنمو وخلاف ذلك يكون مجتمعا غير قابل للحياة
فإذا كان الإنسان منا غير مطمئن علي حياته أو غير واثق في تلك المبادئ وتطبيقها علي جميع أفراد المجتمع كبيرهم وصغيرهم فلايمكن إلا أن تكون حياة هي أشبه بالجحيم
فالصدق والأمانة والإخلاص والأخلاق هما أساس بناء العلاقات السليمة أما غير ذلك من كذب ونفاق وتلون بكافه الأشكال وعدم التعاون بين الأفراد ليعيش كلا منهم حياة منعزلة عن الآخر فهو يعرضنا جميعا إلي المخاطر الجسيمة
وهناك ظاهرة وللأسف بدأت في الإنتشار سريعا وهي التضارب بين المصالح الشخصية والقيم العامة للمجتمع وتفوقت فيه المصلحة الشخصية علي قيم ومبادئ المجتمع تلك القيم والمبادئ هي الضمان لإستقرار المجتمع وبالتالي إستقرار مصالح الأفراد
فالعلاقات بين الناس علي اختلاف مستوياتهم تقوم علي خليط ممزوج من القيم والمصالح التي تؤمن لهم المزيد من الإطمئنان
ولكن حينما تضيع القيم وتموت المبادئ بل تقتل بدم بارد يطغي كل شر ويسود الكذب ويعم النفاق ويزيد الفساد
إن رسالة الرسول الكريم صل الله عليه وسلم تجعل كلا منا صاحب مبدأ وذو قيمة سامية حيث أن قيمنا الحقيقية تنبع من تمسكنا بديننا
ولكن في عصرنا الحالي صار الكثيرون منا يغيرون مبادئهم كتغير ملابسهم
فمن يملك ضميرا ليس للنفاق ولا للمصالح قاموس في حياته أصبح هو والعدم سواء فلا يكون مرضيا عنه ولامتقلدا لمنصب
حيث الحقيقة الغائبة أن عملية بيع القيم والمبادئ أصبحت تجارة رابحة للكثيرين فحينما تتحول القيم والمبادئ لشعارات رنانة يقابلها بلاشك ممارسات لاتقيم لها وزنا أو إعتبارا فأصبحنا نحارب نظيف اليد نقي السريرة الصادح للحق الرافض للباطل
نحن في زمن تيسرت فيه كل الموبيقات وأفسحت الفضائيات المجال لكل من هب ودب لنشر سمومه وإنحرافاته فأطلت الفتن برؤوسها فزلزلت أركان الكثيرين
فتختفي مبادئ الرجوله حينما نجح أهل الباطل والنفاق في إسكات أهل الحق فما قيمة الإنسان بلا مبدأ ولاعيش كريم بالمال والسلطة مادمت داخليا غير راض عن نفسك وتصرفاتك
فالتمسك بالقيم والمبادئ رغم ماقد تواجهه من مغريات كبيرة لها أثر قوي لدي الشعوب والأمم فهي المصدر الذي ينير دروب الحياة للدولة والمجتمع وتعكس مدي الرقي والتحضر فتمسك بمبادئ الأخلاق والقيم الإنسانية فالحياة قصيرة والحساب كبير