مقال

الطاعة بوازع الحب لله عز وجل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الطاعة بوازع الحب لله عز وجل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 12 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد قال الإمام ابن القيم رحمه الله إن للإنسان آمرين وزاجرين، آمر وزاجر من جهة الحياء، فإذا أطاعه امتنع من فعل كل ما يشتهي، وله آمر وزاجر من جهة الهوى والطبيعة، فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره، أطاع آمر الهوى والشهوة ولا بد، ومن فوائد الحياء وثماره أيضا هو هجر المعصية خجلا من الله سبحانه وتعالى، هو الإقبال على الطاعة بوازع الحب لله عز وجل، وكما أنه يبعد عن فضائح الدنيا والآخرة.

ويكسو المرء الوقار فلا يفعل ما يخل بالمروءة والتوقير ولا يؤذي من يستحق الإكرام، وهو دليل على كرم السجية وطيب المنبت، ومن استحى من الله تعالي ستره الله في الدنيا والآخرة، فهو ستر من العيوب، لذلك قال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه، وكما أن الحياء حياة للقلب، فإن الحياء مشتق من الحياة، ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، وكما يعدّ صاحبه من المحبوبين عند الله تعالي وعند الناس، وكذلك يدفع المرء إلى التحلي بكل جميل محبوب، والتخلي عن كل قبيح مكروه، ومن قوي حياؤه صان عرضه ودفن مساوئه ونشر محاسنه، وكان ذكره محمودا وعند الله مرفوعا، وكما أن الحياء يدخل الجنة، فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على التخلق بهذا الخلق الكريم.

ففيه خير الدنيا والآخرة، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الحياء، وأن يجعلنا من أهل الحياء، وأن يلبسنا ثوب الحياء، إنه سميع الدعاء، واعلموا أنه ما كان من صفات الله عز وجل فيه معنى الوعد كالغفور والعفو والشكور، فيقف العبد منه عند الرغبة والرجاء وما كان من صفاته عز وجل فيه معنى الوعيد كالجبار والمنتقم وشديد العقاب وسريع الحساب، فيقف العبد منه عند الخشية والخوف، وما كان من صفاته سبحانه وتعالى فيه معنى الاطلاع والعلم كالعليم والسميع والبصير، فيقف العبد منه عند الحياء والخوف أن يراه الله عز وجل حيث نهاه أو يفتقده حيث أمره، أو يسمع منه منكرا أو كذبا، أو يرى منه معصية أو فجورا، وبالجملة، يهتم فقهاء التربية الإسلامية بالجانب العملي لتوحيد الأسماء والصفات، ويعملون على إحياء الآثار الإيمانية.

لهذه الأسماء والصفات من أعمال القلوب كالحب والبغض، والخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، والإنابة والخشوع وغيرها، ولا يكتفي فقهاء التربية الإسلامية بالحفظ النظري العقلي الجاف لعقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات، وفي توحيد الألوهية يقوم فقهاء التربية الإسلامية بتربية الأمة على الرفض النفسي القوي للشرك، والبراءة منه ومن أهله لأن هذه البراءة هي الشرط لقبول الإسلام في الآخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة” رواه مسلم كما أنها شرط التمكين في الأرض، فتحقيق التوحيد وترك الشرك هو طريق النجاة والتمكين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى