مقال

الترغيب في الأعمال الصالحة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الترغيب في الأعمال الصالحة
بقلم / محمــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد لقد كان سلف هذه الأمة أعلمها بالحلال وبالحرام، وأبعدهم عن الحرام والشبهات فهم من تربوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم يحذرون من أكل الحرام ويبينون لنا أثره على جوارح العبد، ويقول سفيان الثوري رحمه الله من أنفق من الحرام في طاعة الله كان كمن طهر الثوب النجس بالبول، والثوب النجس لا يظهر إلا الماء، والذنب لا يكفره إلا الحلال، وقال يحيى بن معاذ رحمه الله الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفاتحها الدعاء وأسنانه لقم الحلال، وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا.

وصمتم حتى تكونوا كالأوتار، لم يقبل ذلك منكم إلا بورع حاجز، وقال سهل التستري رحمه الله من أكل الحرام عصيت جوارحه شاء أم أبى، علم أو لم يعلم، ومن كانت طعمته حلال أطاعه جوارحه، ووفقت للخيرات، وقال عبد الله بن المبارك رد درهم من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف درهم حتى بلغ ستمائة ألف، وجاء في التوراة من لم يبال من أين مطعمه لم يبال الله من أي أبواب النيران أدخله، ولا يخفى على أحد منا ما للعمل من قيمة هامة في حياة الإنسان فالعمل يجعل الواحد منا يحس بدوره في المجتمع، بالإضافة التي يقدمها له في جانب من جوانبه، كما أن العمل يشعر صاحبَه بالهمة والنشاط، فيَشعر بذاته، ما ينعكس على معنوياته وحركاته اليومية، وإن اليد المتسخة لصاحبها لا تدعو إلى الخجل أبدا.

بل هي مدعاة إلى الفخر والاعتزاز، فذلك دليل على الإخلاص والنية الصادقة في إتقان العمل، كلما انغمس العامل في ميدانه ونسي نفسه فيه، أعطى وقدم ومنح ما لديه من قدرات، لو تحلى كل عامل بهذه الصفات، لكان إنتاجه وفيرا واستحق كل ثناء، وإن الله عز وجل يرغّب المؤمنين في الأعمال الصالحة فيجعل لهم ثوابا عظيما على ذلك، وإن من الأعمال الصالحة الكثير والكثير ومنها تشييع الجنائز فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من اتبع جنازة مسلم إيمانا وإحتسابا فصلي عليه ثم انتظر حتي يوضع في قبرة كان له قيراطان أحدهما مثل أحد ومن صلي عليه ثم رجع كان له قيراط” فإذا شيعناه إلي مثواه الأخير كانت له بشرى فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن أول ما يتحف به المؤمن في قبرة؟

فقال صلي الله عليه وسلم ” يغفر لمن تبع جنازته” فيعطينا الله عز وجل ثواب جبل من الأجر والثواب على الصلاة وثواب جبل من الأجر والثواب على التشييع ثم يغفر الله تعالي لنا أجمعين إذا شيعناه إلي مثواه الأخير، كل هذا حتى يفرح المؤمنون بفضل الله تعالي ويعلمون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أمتي أمة مرحومة متاب عليها تدخل قبورها بذنوبها وتخرج من قبورها لا ذنوب عليها تمحص عنها ذنوبها باستغفار المؤمنين لها” ولنعلم أن كل ميت مرهون بدينة، فإذا أدينا ما عليه من ديون استقر وكنا قد بررناه لقول النبي صلى الله عليه وسلم لرجل مات أخوه وعليه دين ” إن أخاك محبوس بدينة فاذهب فاقضي عنه” ثم بعد ذلك ندعوا له الله ونقرأ له كتاب الله ونتصدّق عنه وخير الصدقة الصدقة الجارية التي يدوم نفعها للفقراء من عباد الله، ونذكره دائما بالخير ولا نذكر خطاياه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اذكروا محاسن موتاكم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى