مقال

الصدقة تطفئ الخطيئة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الصدقة تطفئ الخطيئة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 12 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، إن من الوصايا التي تعينكم على القيام الحق بتوجيه أولادكم وتربيتهم التربية التي تسعدون بها في الدارين هو سؤال الله الذرية الصالحة فهذا العمل دأب الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، وغرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد فمما يجب بل هو أوجب شيء على الوالدين أن يحرصوا كل الحرص على غرس العقيدة الصحيحة، وأن يتعاهدوها بالسقي والرعاية، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله عز وجل.

وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم أيضا أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، وأن ينمي في قلبه محبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من أمور العقيدة، وغرس القيم الحميدة والخلال الكريمة في نفوسهم من صدق ووفاء واحترام وبذل وحسن خلق وطيب معشر وحُسن حديث وحب للعلم والعلماء وصبر وحلم وغيرها من الصفات الحميدة فالطفل منذ نعومة أظفاره جوهرة لامعة، فمتى حرصت على هذه الجوهرة بقيت غالية وثمينة، ومتى أهملتها فقدت قيمتها ولمعانها، وأصبح من الصعب إعادتها إلى ما كانت عليه، وأيضا تنشئتهم على الآداب الإسلامية وتدريبهم عليها من آداب الأكل والشرب، وآداب النوم، وآداب الضيافة، وآداب المجلس، وآداب السلام، وآداب قضاء الحاجة.

وآداب الجار، وتشميت العاطس، وغير ذلك، فمتى اعتادها في الصغر نشأ عليها في الكبر، وسهل عليه القيام بها، وسر الأب بها، وأثنى الآخرون على حسن تربيته، وكما يجب علينا أن نحثهم علي التصدق حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” رواه الترمذى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا” رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك” رواه البخارى، فإذا أخذنا بهذه المفاتيح للفرج ولجأنا إلى الله بصدق وابتعدنا عن الظلم فإن الله سيجعل لنا فرجا ومخرجا وينصر عباده المؤمنين في كل مكان.

ويذل الظالمين والطغاة المستبدين أينما كانوا، ولحكمة الله غاية ولكل ظالم نهاية، فاللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر هذه الأمة شيئا فرفق بهم فارفق به، فلا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم، تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم، وإن من أخلاق المسلمين التي أمر بها سيد المرسلين عليه الصلاة والتسليم، هو التراحم، والتراحم من أبرز ما يميّز مجتمع المسلمين، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى” متفق عليه، إن الذي يظهر أن التراحم والتواد والتعاطف.

وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف، فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شي ء آخر، وأما التواد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادى، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا، كما يعطف الثوب عليه ليقويه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى