مقال

أمراض تزلزل سعادة البشرية

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن أمراض تزلزل سعادة البشرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أوصاه جبريل عليه السلام بالتواضع، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ” جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل فقال له جبريل هذا الملَك ما نزل منذ خُلق قبل الساعة، فلما نزل قال يا محمد أرسلني إليك ربك أملكا أجعلك أم عبدا رسولا؟ قال له جبريل تواضع لربك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بل عبدا رسولا ” رواه أحمد، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر” رواه الترمذي، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ولا فخر، أي لا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما على الناس، بل أقوله تواضعا وشكرا لله، ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كره أن يُفضل على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أنه خاتمهم وأفضلهم، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا ينبغي لعبد أن يقول إنه خير من يونس بن متى” رواه البخاري، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإياكم وداء الحسد والغضاء ومرض الشح ومرض الأنانية فإن تلك الأمراض هي التي تزلزل سعادة البشرية، وتجعل الأمم في حروب مستمرة.

ونزاعات لا تنقطع، وتجعل الإنسان الوديع المسالم الذي اختاره الله خليفة عن حضرته يتحول إلى وحش كاسر وعلى مَن؟ على أخيه الإنسان الوديع، على شيخ كبير فقد القوة، أو على امرأة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو على صبي صغير لم يبلغ الفطام، يتحول الإنسان الذي لم يتربى على تعاليم الإسلام إلى ما ذكرناه، لأنه غاب عن شرع الله، فنفذ شريعة الغاب التي تفعلها الحيوانات، ولا ينبغي أن تكون بين بني الإنسان قط، فالإنسان قد كرمه مولاه، وأعلن تكريمه في خير دين أنزله الله، وقال في هذا التكريم ” ولقد كرمنا بني آدم” وفي هذا التكريم جعل هذا الدين القويم الإنسان مُكرّما على كل أشكاله، ومختلف ألوانه، فلم يفرّق بين أبيض ولا أسود، ولا أصفر ولا أحمر، بل جعل الناس سواءا لا تفاضل بينهم إلا بتقوى القلوب والعمل الصالح.

ولقد كرّم الله هذا الإنسان فحرّم على أى إنسان أن يمتد إليه أذى سواء بلسانه أو بيده أو بآلة أو بأي شئ يملكه أو يستطيعه، فجعل من يسب إنسانا فاسقا خارجا عن شرع الله، وقال في ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم ” سباب المؤمن فسوق” وجعل قتاله كفرا فقال ” وقتاله كفر” وأي مؤمنين يصطرعان نهاهما معا أن تمتد يدي أحدهما على الآخر، وقال لهما وفي شأنهما سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم ” إذا إلتقي المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال إنه كان حريصا علي قتل صاحبه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى