
الدكروري يكتب عن نعمة الله تعالي علي الخلق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، الذي قصده غورث بن الحارث ليفتك به صلي الله عليه وسلم وهو نائم في حر الظهيرة تحت شجرة بعيدا عن أصحابه وهم جميعا نائمون، فأحس صلى الله عليه وسلم بحركة فانتبه فإذا رجل قائم على رأسه والسيف مصلت في يده قائلا ” ما يمنعك مني يا محمد؟ فقال صلي الله عليه وسلم ” الله يمنعني منك ويعصمني ” فسقط السيف من يد الرجل، فتناوله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقال للرجل ما يمنعك مني يا أخا العرب؟ فقال حلمُك وعفوك، فتركه النبي صلي الله عليه وسلم وعفا عنه، فرجع الرجل إلى قومه مسلما يقول لهم جئتكم من عند خير الناس” وكما جاءه رجل لم يسلم وكان له دَين عليه.
جاءه يتقاضاه دَينه، فجذب ثوبه عن منكبيه، وأخذ بمجامع ثيابه وأغلظ، ثم قال ” إنكم يا بني عبد المطلب مُطل، فانتهره عمر بن الخطاب وشدد له في القول، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج يا عمر، تأمرني بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضي” ثم قال صلي الله عليه وسلم ” لقد بقي من أجله ثلاث، وأمر عمر بن الخطاب بأن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعا لما روعه ” فكان سبب إسلامه، أما بعد فهل يشك مؤمن في نعمة الله تعالى عليه بالخلق الهداية والرزق والحفظ من أنواع العذاب؟ فإنه لا يشك في ذلك إلا أهل الإعراض والاستكبار فإنه “إذا أحب الله تعالى العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلانا فأحببه” وما قال إن الله أحب فلانا، بل “إن الله يحب”
والفعل المضارع يدل على التجدد والاستمرار، إن الله يحب فلانا فأحببه فلا تبقى محبة الله ، للعبد محبة تختص به بل يكون من نتيجة ذلك وأثره أن عظيم الملائكة وكبير الملائكة وهو جبريل، يحبه بأمر الله عز وجل فصار الله يحبه، وأعظم الملائكة وهو جبريل يحبه، فينادي في أهل السماء يعني، جبريل عليه السلام ينادي في أهل السماء وهم الملائكة إن الله يحب فلانا، والسماء هنا جنس تشمل السموات السبع الطباق، كل أهل السموات ” فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء” وأهل السماء هنا هذه تدل على العموم كل أهل السماء، لأن “أهل” أضيفت إلى معرفة فكان ذلك عاما كل الملائكة يحبونه ولا يُستثنى من هذا أحد، ثم يوضع له القبول في الأرض يوضع له القبول أي أن قلوب العباد تحبه، إذا رآه أحد أحبه.
كما قال الله عز وجل، وهو أحد التفاسير المشهورة في الآية، في قوله تعالى عن نبي الله موسى عليه السلام ” وألقيت عليك محبة مني” فما رآه أحد إلا أحبه، فوضع القبول للعبد في الأرض دليل على محبة الله عز وجل له، والمقصود بوضع القبول له عند أهل الإيمان، وإلا فإن أهل الكفر لا يحبونه، وفرعون لا يحب موسى قطعا، والملأ من قوم فرعون ما كانوا يحبون موسى، وإنما القبول عند أهل الإيمان، وكل ثمرات الإيمان، كل هذا للمؤمن، وليس ذلك إلا للمؤمن وهى السعادة الحقيقية والراحة النفسية، مما يجعله يشعر بأنه في جنة الدنيا من السعادة وراحة البال، لأن له رب واحد هو الله جل وعز، ونبي واحد هو محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهج واحد هو اتباع رضوان الله، وهدف واحد هو جنة عرضها السماوات والأرض.