بقلم : د/ هيثم طه البلاوي المحامي . باحث دكتوراه بجامعه القانون . الضبعة النووية.. مشروع دولة مش على مزاج أمريكا وإسرائيل
محطة الضبعة النووية مش مشروع كهرباء عادي، ده مشروع دولة بتبني مستقبلها بإيديها، وبتعلن إنها مش تابعة لحد، ولا بتاخد إذن من أي جهة أجنبية. المشروع ده بيمثل نقلة نوعية في تاريخ مصر الحديث، لأنه بيدخلنا عصر جديد من التكنولوجيا والسيادة والاستقلال في ملف الطاقة. واللي يزعل يزعل.
الغرض الأساسي من إنشاء محطة الضبعة النووية هو إن مصر تأمّن احتياجاتها من الكهرباء على المدى الطويل، وتقلل اعتمادها على المصادر التقليدية اللي أسعارها دايمًا في مهب الريح، وكمان علشان نكون مستعدين لأي أزمة مستقبلية في الطاقة. وده غير إن المشروع هينقل التكنولوجيا النووية الحديثة لمصر، ويأهل كوادر مصرية تشتغل وتدير وتشغّل بكفاءة، زيها زي أي دولة كبيرة. بمعنى أوضح: إحنا بنبني مصدر طاقة آمن، دائم، ومحسوب، يخدم الصناعة، التنمية، والاستقلال الوطني.
المشروع بيتم بالتعاون مع روسيا، وباستخدام مفاعلات من أحدث وأأمن الموديلات في العالم (VVER-1200)، وبيتم تحت رقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكل ده بيؤكد إن مافيش مجال للعب أو للمخاوف اللي بيتكلم عنها البعض.
وبما إننا بنتكلم بصراحة، لازم نعترف إن في ناس مش مبسوطة من اللي بيحصل، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل. أمريكا مش عايزة تشوف دولة عربية بتاخد خطوة كبيرة من غير إذنها، وإسرائيل من زمان مش طايقة فكرة إن أي دولة في المنطقة تدخل في ملف الطاقة النووية حتى لو كان لأغراض سلمية. هي عايزة تفضل الوحيدة اللي عندها تفوق نووي. وعلشان كده حصلت ضغوط سياسية في الماضي علشان المشروع يتعطل، لكن مصر المرة دي ما استسلمتش ومشيت في سكة التنفيذ الفعلي.
فيه ناس عندها قلق من إن إسرائيل تضرب المحطة، وده تخوف مفهوم، لكن لازم نطمن ونفهم إن ده احتمال شبه مستحيل، لأن محطة الضبعة مش شغالة في الخفاء، دي تحت رقابة دولية، وضربها يعتبر جريمة دولية لا تُغتفر، وهيفتح باب أزمة عالمية. كمان المشروع بالتعاون مع روسيا، ووجود روسيا في الصورة بيخلي أي تهديد عسكري مغامرة خطيرة مافيش حد عاقل يجرؤ عليها. والموقع الجغرافي كمان في عمق الأراضي المصرية، فالموضوع مش سهل عسكريًا ولا سياسيًا.
الضبعة النووية هي مشروع دولة حقيقية، مشروع سيادة، مشروع بيقول إن مصر عندها إرادة، وعندها عقل وعندها رجال تشتغل وتبني وتنجز. وده في حد ذاته مش عاجب ناس كتير، لكن اللي مش عاجبه يتفرج. إحنا قررنا نكمل، وهنكمل، وبكرة كل مصري هيشوف النتايج ويحس بالفخر، إن بلده دخلت نادي الكبار، من أوسع أبوابه.