مقال

الدكروري يكتب عن مفاهيم الآباء و مفاهيم الأبناء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مفاهيم الآباء و مفاهيم الأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه يعود أصل مفهوم العلوم الإنسانية إلى اليونان، حيث ظهرت في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد في عصر الدولة السفسطائية، وكانت سبيلا إلى إعداد الشعب من خلال ترسيخ مفهوم المواطنة لديهم، أمّا حاليا فإن العلوم الإنسانية تفسّر بأنها إحدى أفرع العلوم المعرفية، وتشمل دراسة اللغات، والآداب، والفنون، والتاريخ، والفلسفة، كما أنها تهتم بالجنس البشري وثقافته، والطرق التحليلية للكشف عن القيم الإنسانية الفريدة وتقديرها، وفهم قدرات الروح البشرية وكيفية التعبير عنها، كما أن للعلوم الإنسانية أقسام مخصصة لدراستها في الجامعات والكليات، وإن المشكلات التي تطرأ على المراهقين سببها الرئيس هو عدم فهم طبيعة واحتياجات المرحلة من قبل الآباء والمربين.

وأيضا عدم تهيئة الطفل أو الطفلة لهذه المرحلة قبل وصولها ولهذا يحتاج المراهقون في هذه الفترة الحساسة من حياتهم إلى التوجيه والإرشاد بعد فهم ووعي لهذه السلوكيات، وذلك من أجل ضبط عواطفهم الحساسة، وتعديل سلوكهم، وتهذيب أنفسهم حتى نحافظ عليهم من الانسياق المتطرف وراء رغباتهم ونزواتهم، وأيضا نحتاج إلى برنامج يتسم بالهدوء والشفافية واللطافة، بعيدا عن القسوة في التعامل، الذي لا ينتج عنه سوى المزيد من العناد، والمزيد من الإصرار على الخطأ، وأما عن علامات بداية مرحلة المراهقة وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية، فإنه بوجه عام قيل أنه تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده.

وهي النمو الجسدي حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولا ووزنا، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات، وكذلك النضوج الجنسي، حيث يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية مثل نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية، لاحقا، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر.

ويحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريبا، وإن لمساعدة الأهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله، يجب أن يحل حل عملي، سهل التطبيق، فهناك مشكلة وهى وجود حالة من الصدية أو السباحة ضد تيار الأهل بين المراهق وأسرته، وشعور الأهل والمراهق بأن كل واحد منهما لا يفهم الآخر، وقيل إن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، واختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء، وهذا طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان، فالوالدان يحاولان تسيير أبنائهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، وبالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم.

أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم حتى إن فهموها ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم، ومعالجة هذه المشكلة لا تكون إلا بإحلال الحوار الحقيقي، بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل، ولا بد من تفهم وجهة نظر الأبناء فعلا لا شكلا بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه، وأن له حقا مشروعا في أن يصرح بهذه الآراء، والأهم من ذلك هو أن يجد المراهق لدى الأهل آذانا صاغية وقلوبا متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى