مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام محمد بن الحسن الشيباني، كما هو شأن الأكابر في روايتهم عن الأصاغر، ومن أبرز هؤلاء الأساتذة والمشايخ الإمام أبو حنيفة النعمان، وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، والإمام مالك بن أنس، وعبد الرحمن الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وعبد الله بن المبارك، وعمر بن ذر الهمداني، ومحل بن محرز الضبي، وزفر بن الهذيل، ومالك بن مغول، ويونس بن أبي إسحاق، وداود الطائي، والقاسم بن معنن وبكر بن ماعز بن مالك، وكما تتلمذ على يد الإمام محمد بن الحسن خلق كثير بحيث يصعب استقصاؤهم ومن أشهر هؤلاء التلاميذ هم محمد بن إدريس الشافعي، وأسد بن الفرات، وموسى بن سليمان الجوزجاني، وعيسى بن أبان، ومحمد بن سماعة.

 

وشعيب بن سليمان الكيساني، وعلي بن صالح الجرجاني، ومعلى بن منصور الرازي، وخلف بن أيوب، وإبراهيم المروزي، وأبو حفص الكبير، وهشام بن عبيد الله الرازي، وعلي بن معبد بن شداد، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ونصر بن زياد النيسابوري، ويحيى بن معين، وأبو جعفر الهروي، وأحمد العامري، وداود بن رشيد، والحسن الحضرمي، ومحمد بن مقاتل الرازي، وإسماعيل بن توبة القزويني، وعلي بن مسلم الطوسي، وموسى بن نصر الرازي، وشداد بن حكيم البلخي، وقيل لما دخل الإمام الشافعي رضي الله عنه بغداد كان بها، وجرى بينهما مجالس ومسائل بحضرة هارون الرشيد، وقال الشافعي ما رأيت أحدا يسأل عن مسألة فيها نظر إلا تبينت الكراهة في وجهه، إلا محمد بن الحسن، وقال أيضا حملت من علم محمد بن الحسن وقر بعير.

 

وروي عن الشافعي أنه قال ما رأيت سمينا ذكيا إلا محمد ابن الحسن، وقال أبو عبيد قدمت على محمد بن الحسن فرأيت الشافعي عنده، فسأله عن شيء فأجابه، فاستحسن الجواب، فكتبه، فرآه محمد، فوهب له دراهم وقال له الزم إن كنت تشتهي العلم، فسمعت الشافعي يقول لقد كتبت عن محمد وقر بعير ذكر لأنه يحمل الكثير، ولولاه ما انفتق لي من العلم ما انفتق، وقال الذهبي كان مع تبحره في الفقه، يُضرب بذكائه المثل، ورغم أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني كان حنفي المذهب إلا أنه كان كثير البر بالإمام الشافعي في قضاء ديونه، والإنفاق عليه من ماله، وإعارة الكتب، حتى يقال إنه دفع له حمل بعير كتبا، وحكى محمد بن الحسن قال أتوا أبا حنيفة في امرأة ماتت وفي جوفها ولد يتحرك، فأمرهم فشقوا جوفها واستخرجوا الولد وكان غلاما، فعاش حتى طلب العلم.

 

وكان يتردد إلى مجلس محمد بن الحسن، وسُمي ابن أبي حنيفة، وكان للشيباني مؤلفات منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي المبسوط، ويسمى الأصل، والزيادات، والجامع الكبير في الفروع، والجامع الصغير، والسير الكبير، والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة، وكان الشافعي يقول كتبت عنه وقر بختي وما ناظرت سمينا أذكى منه، ولو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن، لقلت لفصاحته، وكما قال الشافعي قال محمد بن الحسن أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا وسمعت من لفظه سبعمائة حديث، وقال ابن معين كتبت عنه الجامع الصغير، وقال إبراهيم الحربي قلت للإمام أحمد من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال من كتب محمد بن الحسن.

 

وقيل إن محمدا لما احتضر قيل له أتبكي مع العلم؟ قال أرأيت إن أوقفني الله وقال يا محمد ما أقدمك الري؟ الجهاد في سبيلي، أم ابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟ وقد نعته الخطيب البغدادي بإمام أهل الرأي، وقال عن نفسه خلف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت نصفها على النحو بالري، وأنفقت الباقي على الفقه، وبقي الإمام محمد بن الحسن الشيباني ملازما للخليفة هارون الرشيد حتى خرج إلى الريِ خرجته الأولى، فخرج معه، ومات برنبويه وهي قرية من قرى الري، وتوفي الإمام محمد بن الحسن سنة مائة وتسع وثمانين من الهجرة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وكانت وفاته ببلدة يقال لها رنبويه بالري، وكان قد خرج إليها صحبة الخليفة العباسي هارون الرشيد، ومات معه في المكان المذكورعلي بن حمزة الكسائي وروي أنهما ماتا في يوم واحد، وقيل مات الكسائي بعد محمد بيومين، فجزع الرشيد لموتهما وقال دفنت الفقه والنحو بالري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى