
الدكروري يكتب عن الإمام إبن المحاملي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإمام إبن المحاملي، هو الإمام الكبير شيخ الشافعية أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبي المعروف بابن المحاملي وهو فقيه شافعي، وصاحب الإمام أبي حامد الإسفراييني، وهو صاحب كتاب اللباب، الذي يعد من أمهات كتب الفقه في المذهب الشافعي، والذي نقحه أبو زرعة العراقي، وحرره زكريا الأنصاري، ثم شرحه في كتاب تحفة الطلاب شرح تحرير تنقيح اللباب، وقال تاج الدين السبكي في ترجمته الإمام الجليل من رفعاء أصحاب الشيخ أبي حامد، وبيته بيت الفضل والجلالة والفقة والرواية، وله التصانيف المشهورة كالمجموع والمقنع واللباب وغيرها، وله عن الشيخ أبي حامد تعليقه منسوبة إليه، وصنف في الخلاف، وقال فيه الخطيب أنه برع في الفقه ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى فيه على أقرانه.
وكان قد سمع من محمد بن المظفر وطبقته، ورحل به أبوه إلي الكوفة فسمع من أبي الحسن بن أبي السري وغيره، وسألته غير مرة أن يحدثني بشيء من سماعاته فكان يعدني بذلك ويرجئ الأمر إلى أن مات ولم أسمع منه إلا خبر محمد بن جرير عن قصة الخرساني الذي ضاع هميانه بمكة ولا أعلم سمع منه أحد غيري إلا ما حدثني ابنه أبو الفضل أن علي ابن احمد الكاتب قرأ عليه رواية البغوي عن أحمد ابن حنبل رضي الله عنه الفوائد، وقال المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي، دخل علي أبو الحسن بن المحاملي مع أبي حامد الإسفرايني ولم أكن أعرفه، فقال لي أبو حامد هذا أبو الحسن ابن المحاملي وهو اليوم أحفظ مني، وقال ابن العماد الحنبلي، فيها ويقصد سنة ربعمائة وخمسة عشر من الهجرة توفي أبو الحسن المحاملي، شيخ الشافعية.
أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبّي، وتفقه على والده أبي الحسين، وعلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني، ورحل به أبوه، فأسمعه بالكوفة من ابن أبي السري البكائي، ومات في ربيع الآخر، عن سبع وأربعين سنة، وكان عديم النظير في الذكاء والفطنة، صنف عدة كتب، ومن مصنفاته، هو كتاب المقنع، والمجرد، والمجموع، وهو قريب من حجم كتاب الروضة وهو مشتمل على نصوص كثيرة، وكتاب رؤوس المسائل، وهو مجلدان، وكتاب عدّة المسافر، وغير ذلك، وتفقه على الشيخ أبي حامد وخلفه في حلقته وكان عجبا في الفهم والذكاء وسعة العلم، وارتحل به والده ، فأسمعه من علي بن عبد الرحمن البكائي وغيره، وسمع ببغداد من أبي الحسين بن المظفر، وقال الشريف المرتضى أنه دخل علي أبو الحسن بن المحاملي مع الشيخ أبي حامد.
ولم أكن عرفته، قال لي أبو حامد هذا أبو الحسن بن المحاملي وهو اليوم أحفظ للفقه مني، وقال أبو إسحاق الشيرازي أنه تفقه بأبي حامد وله عنه تعليقة تنسب إليه وله مصنفات كثيرة في الخلاف والمذهب، فقد ألف كتاب المجموع في عدة مجلدات وكتاب المقنع وهو مجلد، وكتاب اللباب، وغير ذلك، ولم يطل عمر الإمام وتوفي ابن المحاملي يوم الأربعاء لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ربعمائة وخمس عشر للهجرة، وله سبع وأربعون سنة رحمه الله .