مقال

الدكروري يكتب عن أحكام وفتاوي الصيام ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أحكام وفتاوي الصيام ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع أحكام وفتاوي الصيام، وروى أبو داود فى سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت “السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه” قال أبو داود بعده وغير عبد الرحمن بن إسحاق لا يقول فيه “قالت السنة” وأما عن حكم صلاة التراويح؟ فإنها سنة، فقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال بأصحابه، وما تركها إلا خوفا من أن تفرض عليهم، ولكن هل لقيام الليل عدد معين من الركعات؟ فإنه ليس له عدد معين، لكن السنة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى إحدى عشرة ركعة، فقد روى البخارى ومسلم من حديث عائشة رضى الله عنها قالت “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة”

ولو صلى ثلاث عشرة ركعة كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم فى بعض الروايات فهو سنة أيضا، وتجوز الزيادة والنقصان على هذا العدد، وما هى علامات ليلة القدر؟ فإنه جاء فيها أوصاف منها ما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبى بن كعب رضي الله عنه قال ” بالعلامة أو بالآية التى أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أى الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها” وهى في العشر الأواخر من رمضان، وتلتمس فى الأوتار من الليالى، وأما عن الصوم فإن هذا الصوم ركن من أركان الإسلام فمن أنكره فهو كافر بالله العظيم، ومن لم يصم رمضان فقال بعض أهل العلم بكفره، وقال بعضهم أنه ليس بكافر، ولكنه أتى إثماعظيما وكبيرة بالغة جدا بهذا العمل، والصيام فى اللغة هو الإمساك وترك التنقل من حال إلى حال، والصمت عن الكلام يسمى صياما.

كما قال الله عز وجل فى سورة مريم ” إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا” والصوم شرعا هو الإمساك عن المفطرات بالنية من الفجر إلى غروب الشمس، وقد فرضه الله على الأمم السابقة كما فرضه علينا، وليس بالضرورة أن يكون فرضه عليهم مثل فرضهم علينا بالضبط فى جميع التفصيلات، وإنما المقصود بالتشبيه هنا الوجوب فى قوله تعالى ” كما كتب على الذين من قبلكم ” يعني فرضناه عليكم كما فرضناه على الذين من قبلكم، ولا شك أن له فوائد عظيمة، سواء من جهة تطهير النفس، والشعور بآلام الفقراء، وكبت جماح الشهوات، وفي فضله حديث يحيى بن زكريا “وآمركم بالصيام ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة أى فى مجموعة كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”رواه أحمد والترمذى.

وكذلك فإن بابا من أبواب الجنة مخصص للصائمين وهو باب الريان فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل أحد بعدهم، والصيام جُنة يستجن بها العبد من النار، وصوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال مجاهد في تفسير قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الزمر” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” فقال “هم الصائمون” وليس الصيام من الأكل والشرب “وإنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابّك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم، إني صائم ” رواه البخارى ومسلم، وعليك مرة تذكر بها نفسك، ومرة تذكر بها من يخاصمك، ولذلك كان لا بد من المحافظة على آداب الصيام، سواء الواجبة أو المستحبة، وترك المحرمات فيه، وقد كان صلى الله عليه وسلم، جوادا بالعلم، والمال، والنفس، مع الجمع بين الصيام، وإطعام الطعام.

وهما من أسباب دخول الجنة، وكان صلى الله عليه وسلم، يخبر أصحابه بدخول شهر رمضان ويبشرهم بدخوله، ونهى عن تقدم صوم رمضان بيوم أو يومين إلا من كان له عادة في الصيام، ولا بد لكل مسلم عاقل، بالغ، مقيم، قادر ليس عنده مانع من الموانع أن يصومه لقول الله سبحانه وتعالى ” فمن شهد منكم الشهر فليصمه” فأما الكافر فلا يصح صيامه، فإذا أسلم أثناء الشهر لم يلزمه قضاء الأيام الماضية، ويكمل اليوم الذى هو فيه لأنه صار من أهل الوجوب في الإسلام ولا يلزمه قضاؤه على الصحيح، ومن كان تاركا للصلاة ويصوم، فإن ترك الصلاة كفر وبذلك يحبط أجره وعمله، ولكنه لا يقال له لا تصم فإنه لا ينفعك، بل يُترك يصوم فلعل صومه يقربه إلى الله ويجعله يصلى، وأما من كان صغيرا فلا يجب عليه الصيام، فإذا بلغ بإنزال المنى أو نبات الشعر أو بلوغ تمام خمسة عشر عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى