مقال

الدكروري يكتب عن أبي بكر عبد الله بن الزبير “جزء 1”

الدكروري يكتب عن أبي بكر عبد الله بن الزبير “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكــرورى

 

الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، وأمه هي السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهم أجمعين وهو أحد العبادلة، وأحد الشجعان من الصحابة، وهو أحد من ولي الخلافة منهم، ويكنى أبا بكر، وقد ولد رضي الله عنه عام الهجرة، وحفظ عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وحدث عنه بجملة من الحديث، وهو أول مولود للمسلمين في المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيرا، وسعادتهم به طاغية، لأن اليهود كانوا يقولون سحرناهم فلا يولد لهم ولد، ونشأ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه نشأة طيبة، وتنسم منذ صغره عبق النبوة، وكانت خالته السيدة عائشة رضي الله عنها تعتنى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها أم عبد الله، لأنها لم تنجب ولدا.

 

وهو صحابي جليل وابن الصحابي الزبير بن العوام، وقد استخلفه الخليفة عثمان بن عفان على داره فكان يقاتل الجند الذين دخلوا يقتلون عثمان حتى أصيب، فقد دافع عبد الله بن الزبير مع الحسن والحسين عن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، عندما حوصر يوم الفتنة الكبري، وإن عبد الله بن الزبير يقول على منبر مكة “والله لقد استخلفني أمير المؤمنين عثمان على الدار، فلقد كنت أنا الذي أقاتل بهم، ولقد كنت أخرج في الكتيبة فأباشر القتال بنفسي، فجرحت بضعة عشر جرحا، فإني لأضع اليوم يدي على بعض تلك الجراحة التي جُرحت مع عثمان رحمه الله، فأرجو أن يكون خير أعمالي” وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه قد أمر عبد الله بن الزبير أن يصلي بأهل داره ما كان محصورا، وكان يصلي بهم في صحن الدار.

 

وقد شهد عبد الله موقعة الجمل مع أبو الزبير بن العوام وخالته السيدة عائشه رضى الله عنها، وفي أثناء مسيرتهم من المدينة الى البصرة اختلف الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله على إمامة الجيش في الصلاة، فحسمت السيدة عائشة أم المؤمنين الخلاف بأن سمت لهذه المهمة ابن أختها عبد الله بن الزبير، وكان لا يأخذ بخطام الجمل الذى يحمل السيده عائشه رضى الله عنها، أحد إلا تم قتلة، فجاء عبد الله بن الزبير بخطامه، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها “من أنت؟” قال “عبد الله بن الزبير” فقالت “واثكل أسماء ” فيقول بن الزبير فأقبل الأشتر فعرفني وعرفته ثم اعتنقني واعتنقته فقلت اقتلوني ومالكا وقال الأشتر اقتلوني وعبد الله، ولو قلت الأشتر لقتلنا جميعا، وخرج رجل من أصحاب علي بن أبي طالب فقال يا معشر شباب قريش أكفونا أنفسكم.

 

فإن لم تفعلوا فإني أحذركم رجلين، أما أحدهما فجندب بن زهير الأزدي، وهو رجل طويل، طويل الرمح يحتزم على درعه حتى يقلص عن ساقيه، وأما الآخر فالأشتر مالك بن الحارث، وهو رجل طويل، وطويل الرمح يسحب درعه سحبا يخب عند النزال، فقال ابن الزبير فبينما أنا أقاتل إذ أقبل جندب فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه، فقلت والله ما حدت عن قرن قط فانتهى إلي فطعنني في وجه حديد كان علي فزلق الرمح، فقال أولى لك، قد عرفتك، لولا خالتك لقتلتك، ثم دُفع إلى عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فطعنه فأذراه كالنخلة السحوق معتصبا ببردة جبره ثم قاتلت ساعة فإذا أنا بمالك قد أقبل فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه، فقلت والله ما حدت عن قرن قط، فدفع إلي فتطاعنا برمحينا حتى كأنهما قضيبان، ثم اضطربنا بسيفينا حتى كأنهما مخراقان.

 

ثم احتملني فضرب بي الأرض وقال لولا خالتك ما شربت الماء البارد، وأصيب عبد الله بن الزبير يوم الجمل، فلما كان عند غروب الشمس قيل له الصلاة، فقال أما الصلاة فإني لا أستطيعها ولكن أكبر، وقد قام عبد الله بن الزبير ببناء الكعبه بعد أن حرقها، الحصين بن نمير الكندي عندما حاصر مكة بمن فيها ثم ضربها بالمنجنيق، فرأى الناس يومئذ أنه قد أصاب، وبنى البيت حتى بلغ موضع الركن الأسود فوضعه، وكان الذي وضعه هو حمزة بن عبد الله بن الزبير، وشده بالفضة لأنه كان انصدع، ثم ردّ الكعبة على بنائها، وزاد في طولها فجعله سبعا وعشرين ذراعا، وخلق جوفها، ولطخ جدرها بالمسك حتى فرغ منها من خارج، وسترها بالديباج، وهو أول من كساها الديباج، فلما فرغ من بناء الكعبة اعتمر من خيمة جُمانة عند مسجد السيده عائشة رضي الله عنها ماشيا معه رجال من قريش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى