مقال

معركة كربلاء ومقتل الحسين ” جزء 1″

معركة كربلاء ومقتل الحسين ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن مصيبة الحسين بن على بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين إذا ذكرت بعد طول العهد ينبغي للمؤمن أن يسترجع فيها كما أمر الله تعالي ورسوله، وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة، فكيف مع طول الزمان، فلا يجوز للمسلم إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ” رواه البخارى ومسلم، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا ريب أن الحسين رضي الله عنه قتل مظلوما شهيدا، كما قتل أشباهه من المظلومين الشهداء، وقتل الحسين معصية لله ورسوله ممن قتله أو أعان على قتلة.

 

أو رضي بذلك، وهو مصيبة أصيب بها المسلمون من أهله وغير أهله، وهو في حقه شهادة له، ورفع درجة، وعلو منزلة ، فإنه وأخاه سبقت لهما من الله السعادة، التي لا تنال إلا بنوع من البلاء، ولم يكن لهما من السوابق ما لأهل بيتهما، فإنهما تربيا في حجر الإسلام، في عز وأمان، فمات هذا مسموما وهذا مقتولا، لينالا بذلك منازل السعداء وعيش الشهداء، وليس ما وقع من ذلك بأعظم من قتل الأنبياء، فإن الله تعالى قد أخبر أن بني إسرائيل كانوا يقتلون النبيين بغير حق، وقتل النبي أعظم ذنبا ومصيبة، وكذلك قتل الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، أعظم ذنبا ومصيبة، وكذلك قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، أعظم ذنبا ومصيبة، والواجب عند المصائب الصبر والاسترجاع، كما يحبه الله ورسوله.

 

وفي العاشر من محرم عام واحد وستون من الهجره قَتل الامام الحسين رضوان الله عليه غدرا وظلما في كربلاء بالعراق، وقيل أنه استغل كثير من الذين في قلوبهم زيغ لنشر بدعهم وخرافاتهم، وقد تطورت بدعتهم إلى صارت ثأرا للحسين كما يزعمون، فقد ذبح البساسيري النساء والشيوخ في العراق بحجة الثأر للحسين، واستباح ابن العلقمي بغداد وتواطأ مع التتار وقتل مئات الآلاف من المسلمين بحجة الثأر للحسين، ولكن يجب أن نتحدث عن الموضوع من البدايه وهو، بعد وفاة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في المدينة كانت هناك فترة من الغموض والتساؤل حول كيفية اختيار خليفة للرسول يقود المجتمع الإسلامي، وقد حدث الكثير من المناقشات حول تحديد الطريقة الواجب اتباعها في اختيار الحاكم حيث لم يكن هنالك حسب اعتقاد البعض أي وثيقة.

 

أو دستور لتحديد نظام الحكم وإنما بعض القواعد العامة فقط حول علاقة الحاكم بالمحكوم، وبينما يعتقد البعض الآخر أنه كانت هناك نصوص واضحة حول ما اعتبروه أحقية الإمام علي بن أبي طالب بخلافة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، ويرى معظم علماء المسلمين أن حادثة سقيفة بني ساعدة تشير إلى أن من حق المسلمين تحديد ما يصلح لهم في كل عصر ضمن إطار القواعد الرئيسة للإسلام، وتوزعت الآراء حول اختيار الحاكم في سقيفة بني ساعدة إلى ثلاتة تيارات رئيسية وهم رأي يرى بقاء الحكم في قريش مستنادا إلى أبو بكر الصديق الذي قال “إن العرب لن تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قـريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا” وكان هذا مخالفا لرأي أهل المدينة الذين استقبلوا الدعوة الإسلامية.

 

واتخذ فيها المسلمون من مكة ملاذا ونقطة انطلاق وكان هناك رأي ثالث بأن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير آخر ودار النقاش تكون في سقيفة بني ساعدة، وقد وقع الاختيار في النهاية على أبي بكر الصديق ليتولى الخلافة، وذلك ربما على اساس أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اختاره لإمامة جموع المسلمين حين أقعده المرض، ولم يكن في الأمر انفرادا في اتخاذ القرار وبينما اعتبرت العملية التي تمت تحت تلك السقيفة في نظر السنة أكثر ديمقراطية في ذلك الوقت، واعتبر الشيعة غياب ركن هام في المجتمع الاسلامي وهو الهاشميين ينقص من اكتمالها حيث غاب عنها الإمام علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وباقي أبناء عبد المطلب واعترض على نتائجها بعض الصحابة أمثال أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو وأسامة بن زيد وغيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى