نفحات إيمانية ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع أهمية مكارم الأخلاق ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــروى
ونكمل الجزء السادس مع أهمية مكارم الأخلاق، وإن من مكارم الأخلاق هو إفشاء السلام، ولقد أوجب الإسلام رد السلام، ورغب في إفشائه في المجتمع، لما في ذلك من نشر الألفة والمحبة بين الناس، وجعله الله سببا للدخول إلى الجنة، ووصف بالبخل من يبخل برد السلام، فجعل الإسلام البدء السلام سنة عين للمنفرد، وسنة كفاية للجماعة، أما رد السلام فهو فرض عين على الفرد وفرض كفاية على الجماعة، وإن من صور تطبيق هذا الخُلق، هو سلام المسلم على من يعرف، وسلام المسلم على من لا يعرف، وكذلك من مكارم الأخلاق الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة هي امتثال لأوامر لله تعالى، فقال تعالى فى كتابه الكريم ” وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن ”
فحرص الإسلام على الكلمة الطيبة لما لها من أثر عظيم في قلوب الناس، وفي نشر الطمانينة والسلام، وإن من صورها هو الثناء على الناس في وجه الحق، وقد ذكر الله تعالى الدعاء للآخرين، وأيضا من مكارم الأخلاق هو الإيثار، ويقصد به أن يكف الإنسان نفسه عن بعض ما يملك، لغيره ممن هو محتاج لذلك الأمر، والإيثار هو أعلى مرتبة من مراتب الجود والسخاء، وقد مدح الله المتحلين بهذا الخلق، فقال تعالى فى كتابه العزيز” ويؤثرون على أنفسهم لو كان بهم خصاصه ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” وإن من صور الإيثار هو إنفاق المسلم مما يحب، وتقديم حاجة الآخرين على حاجة النفس، والتصدق حتى مع وجود الفقر والعازة.
وإن من مكارم الأخلاق الصدق، فإن الصدق هو طريق النجاة، ومطية الصالحين، صفة بها يتميز أهل الإيمان عن أهل النفاق، فأمر الله عباده بملازمة الصادقين، فقال تعالى فى كتابه الكريم ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” وأولى الصدق هو اتفاق ما في باطن العبد مع ما تظهره جوارحه من أقوال وأفعال، ويظهر أثره للمسلم، بالطمانينة التي تحصل عنده جراء امتثاله لهذه الصفة، وتتمثل قوة العبد بامتثاله لقيمة الصدق بقول كلمة الحق عند من يخافه ويرجوه من الناس، ويكفي من فضائل الصدق أنه يساعد الداعية الصادق على نشر دعوته، كما حصل مع الرسول الكريم الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
وإن من صور الصدق هو تطبيق المسلم ما عزم على فعله من قول وفعل، كمن عزم على الصدقة فتصدق، وأيضا الصدق بالشهادة، وكذلك الصدق بجميع القول، وأيضا من مكارم الأخلاق هى الأمانة وقد أخذت تسمية الأمانة من تعفف النفس عما ليس لها، ورد الحقوق لأهلها، وتشمل مناح عدة في حياة المسلم، فمجالات الأمانة لا تحصر ودائرتها آخذة في الاتساع، وقد حثت الشريعة الإسلامية على هذا الخلق، فبها تنعدم أسباب الخوف والخلافات في المجتمع الإنساني، فجاءت تسمية الأمانة من الأثر الذي تحدثه في نفوس الناس، وقد ربط رسول الله صلى الله عليه السلام، إسلام وإيمان الشخص باستئمان الناس على أنفسهم وأموالهم وكل ما يتعلق بحقوقهم منه.
ومن صورها هى العفة عن أموال الناس وأعراضهم، وأيضا العفة عن تطفيف الكيل والغش، وكذلك عدم التلاعب بالألفاظ في تأدية الرسائل اللفظية، وكذلك تأدية واجبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى أحسن صورة، وأيضا من مكارم الأخلاق هو العدل، وإن من مجالات العدل هو التوسط في أمور الدنيا، والابتعاد عن التطرف، وبهذا الخلق يجب أن يتصف المسلم، وبهذا المبدأ سيحاسب الناس يوم القيامة، وهم مطمئنين للحساب لأنه سيسير وفق العدل الإلهي، ومن صور تطبيقه هو العدل في التعامل مع الناس، وكذلك العدل في التعامل مع الخلافات التي تواجه المسلم، فلا يرى المسلم من يخالفه بالأفكار إلا بصورة معتدلة دون تهويل أو تبخيس.