
ذكريات راحلة
أكمل غيابك حين ترفعني غيماً
يسقطُ كالمطرِ
و ارجم من هواك حين تقسو الرِماحُ
بثقوب قلبي ألماً و أزد
بكسري
فجر حلماً تلهف ورائك و الدمع
كان يعصره
و لا تشعل بنار الرحيل جسداً قد
توارى ضائعاً بغيابك من
القهرِ
كن بعيدي هناك
و العب بصورة وجعي حتى تستوعب
حجم الكارثة
كن حجراً مع الزمان بدموعي هناك و
كن ضجري
كن جرحاً ينزف جراحه في عهد الخائنين
بجرحي القديم مع الذكريات و
احرق من ذاكرتك المستكلبة و من مراياك
كل صوري
كن صورتي الحانية للهلاك في درب
العذاب
بالوجع حطمني يا سيد العرش و أكثر
بالسقوط
ذلاً يدق للشمس حتى يشع من البعيد
بوجع الحنين خبري
كن قاتلي الشريف العنيد العصبي بطعن
الروح
و غني لي أغنية الوداع الأخيرة حين
تنساني يا حجري
اتركني مع أوجاع السنين و مرها
و رتب لي كما تشاء وطناً يحتوي كل
تعذيبي
بألحان الهزيمة و سوء الإختيار بوجع الليل
مع النهار
بلحن الخلود في عتمة الظلام بموت
الأمنيات و بحزن الوترِ
كن أول من بحمل نعشي المنسي إلى
مقبرة النسيان
كن شاهداً على موتي و محنة التكالب
بناري و دخاني
كن حجراً
كن شجراً
أثراً بجرح الذكريات و اكتب على بجدار
دنياك
أنا لم أخون أحد و لم أظلمك لكن
هذا هو قدري
فكن غيماً يا حبيبي يحتضن السفر
البعيد
و لا تقتلني في الإنتظار أكثر من الموت
و أنا أنتظر خطاك كي أراك
كن مثلي طيباً و رحيماً مع القلوب و لا
تكسرها
كن يا حبيبي إلهً يشفع علينا بوقت الألم
في الأبدية بأخر سفري
و لا تعد
بمخيلتك لوحدك بصور الذكريات
للوراء فتكسرني
و أنت تحمل معي لركني المنتظر ضجر
الرحيل كله
كن قاسياً مع الأيام و ثقلاً ثقيلاً فوق
صدري
اكسرني أكثر بالحرمان و حطمني يا ملك
الملوك
اقتلني
زلزلني
احرقني
دمرني و ارمني كجثةٍ في العراء معفنة
بالنكسات بشتات عمري
و كن مطراً خفيف السقوط على القلب
كي لا يتوجع بغدرك البربري قلبي
و تذبل كل ورودي و زهري
فكن قمراً بليلي الحزين تسامر روحي
في الهلاك لتؤنسني
شاركني الهموم و تكلم مع عن الذكريات
و اصرخ في وجهي إن أردت
عاتبني حاسبني و افتح قميصي و مزق
صدري بأظافرك
و اقطع بكل الشرايين في جسدي و لا تحمل
ذنب المقتول لوحدك
دمرني كما تريد بساحات المنكسرين و
علقني
بمنشانق الإعدام كالصعلوك الجبان المهزوم
الذي قتلَ بسيف الغدرِ