بملح الزمان
قد تلاشى العمرُ بالمغيبِ زاحفاً
و راحَ يقطعُ بالوصلِ دنيا الوفاءُ
فيطوفُ بي الشيبُ حين يبلغُني
و يعتليني القضاءُ حيثُ القضاءُ
أيامٍ تمضي و هي كاللعناتِ تدنو
وأخرى تأتي بشرها لتزيدَ بالعناءُ
أيضجرني و السبعةُ دارَتْ تغريهِ
دمعُ يسقطني و دمعٌ يهدُ البقاءُ
لقيتهُ ينازعُ بالروحِ و يخاصمني
أيا دهراً كم سجدَ بدربكَ الرجاءُ
بالأمسِ كانَ لي عمرٌ أقتضي بهِ
و اليومُ أجرُ بذكرهِ بديارِ الفناءُ
مالهُ يمضي لغدٍ لا يبصرهُ عيني
و كأنهُ يحلو لهُ بجسديَ الشقاءُ
لألفٍ حملتهُ و اليأسُ ثوبَ الحالِ
فدارَ بالسنينِ يجرعني بالسقاءُ
أأرجو من بخيلٍ كرمٌ فلا يملكهُ
و ليسَ بزمن البخلِ راحٌ ولا دواءُ
أيشفعني الإلهُ حينما أبلغُ ببكائي
أم لا شفاعةٌ بحالي بنوحِ البكاءُ
فلا تبكي يا أيها القلبُ إن تألمتَ
فلا حظّ لكَ من الدهرِ و لا شِفاءُ
ها أنا أرشفُ مزايا الطيبِ بالبرايا
كسفينةٍ تمضي للرحيلِ بلا ماءُ
كفيفُ بلا نورٍ أسلو بدربي واهنٌ
و أمضي بداءُ الكسرِ بزمنُ البلاءُ
يهجرني و هو يحملني كالجرحِ
يغدو بهلاكٍ كلما زادني بالفحشاءُ
فأتعبُ بكلِ صبحٍ حينما يُفْجرني
ثم يعودُ يرهقني بدموعِ المساءُ
أهوى دنيتي بشغفِ الليالي إنما
تلكَ الأيامُ تبقَ تهدني من الجفاءُ
ربي مالكَ تدنيني شغباً كلما دنا
فإذا جاء الضيمُ ضاقَ الفضاءُ
أهي الأقدارُ تسُوقنا بوجع الحرمِ
أم تشتاقني اللعناتُ بلعنةُ الضراءُ
فياليتني ما مضيتُ بدروبُ النوى
و لا لزمتُ أفجعُ خلفها بنارِ الشواءُ
و كأنها قصدتْ تفجعني بديارها
فراحتْ تحرقني بثوبها البغضاءُ
أين نكثتْ تلك التي تسمى بالحياةِ
و تلكَ الروحُ و أينَ النعمُ و الرخاءُ
فمالي أعدُ بالخساراتِ و أبكي ألماً
مالي أرمي بالأيامِ بوحشةِ العراءُ
أنا الغريبُ و الدمعُ يعرفني حيناً
و حيناً أشنقُ بروحي كشاةٍ عرجاءُ
فلو كانَ للزمنِ بابٌ بوهجِ الريحِ
لطرتُ كسحابةٍ أقطعُ بثوبَ الهواءُ
لسعيتُ وراءَ ما يعيدني ناجياً
لعدتُ غازياً بجرحي لأرضِ النقاءُ
أأحملُ بالجراحِ نهماً و الألمُ يرنو
وجعٌ يعلو بالجراحِ لحدودِ السماءُ
لو كنتُ أدركُ قليلاً من ذاك اللقاءِ
لقلتُ ما أسعدني رهفاً بزمنُ اللقاءُ
قسماً فإني أرضعُ من اليأسٌ نكبٌ
أصارعُ جرحاً ينبحُ بصراخِ النداءُ
يقولون دعِ الأيامَ تفعلُ مايحلو لها
فتلكَ الأيامُ ستمضي بحالها لثراءُ
شاطر بحلمكَ المكسور خيالَ البعدِ
و امضي غريباً كما تريدُ و تشاءُ
أقولُ قد أدركتُ بعلتي كلَ رسُبٍ
و إني قد أقمتُ فوقَ عزائي عزاءُ
فعلى دربُ الرحيلِ قد شدني أرقاً
فويلَ سفري كم لذتُ بهِ بمرِ العناءُ
ابن حنيفة العفريني
مصطفى محمد كبار … في ٢٠٢٥/٦/٢٦
حلب سوريا
أقرأ التالي
منذ 3 ساعات
في إنجاز تشغيلي جديد.. الانتهاء من مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في وقتٍ قياسي باستخدام عوامل فنية وتنظيمية مبتكرة
منذ 3 ساعات
تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية
منذ 4 ساعات
أسماء أبو اليزيد: مسلسل «فات الميعاد» حقيقي وشبه ناس كتير حوالينا
منذ 6 ساعات
الثمن الحقيقي في عقد البيع… أمان لك ولغيرك
منذ 6 ساعات
تفاصيل ما دار في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره الفرنسي
منذ 6 ساعات
بداية حفلات صيف 2025 لإيهاب توفيق بتونس
منذ 6 ساعات
العاشِقُ الثّائِرُ
منذ 6 ساعات
ترامب يدرس تعويض إيران ببرنامج نووى سلمى فى فوردو بـ30 مليار دولار يدفعها الخليجيون
منذ 6 ساعات
إزالة التعدي واسترداد مساحة 153 فدانًا بمدينة سفنكس الجديدة في حملة مكبرة بالتعاون مع الشرطة
منذ 6 ساعات
بيوتٌ على حافة الانهيار… وقفة قبل السقوط
زر الذهاب إلى الأعلى