مقال

الأنساب العربية بين العرب العاربة والمستعربة

جريدة الاضواء المصرية

الأنساب العربية بين العرب العاربة والمستعربة. 

بقلم. ا. غالب الحبكي /العراق 

علم الأنساب العربية ودراستة، حيث يعد من اهم العلوم الاجتماعية والتاريخية والذي يدرس أصل وجذور القبائل والانساب ويبحث هذا العلم حقيقة الاصول النسبية وامتداداتها، وهو من أهم المجالات التي من خلالها، نستطيع فهم الأصول النسبية، والتاريخ العريق للعرب . 

ومن هنا، نبدا بتقسيم العرب تاريخياً الى مجموعتين رئيسيتين: وهي العرب العاربة، والعرب المستعربة، ونضع آولى هذه التقسيمات، والتي تستند الى الأصول والنسب.

 أولآ: العرب العاربة وهم (القحطانيين) يعود نسب العرب العاربة الى يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. ويطلق عليهم “العرب العاربة” لأنهم يعتبرون الأصل الأصلي للعرب، وهم أول من تكلم اللغة العربية، ويتمركز أغلب العرب العاربة في الجنوب العربي، وتحديداً في اليمن، ويعد يعرب بن قحطان أول من نطق بالعربية وفقاً لما يذكره النسابون في كتبهم، وكان لهذا النسب دور كبير في تكوين هوية وثقافة العرب في تلك المنطقة.

ثانياً: العرب المستعربة وهم (العدنانيين) والذي يعود نسب العرب المستعربة إلى النبي إسماعيل (عليه السلام) وزوجته رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي، لذلك ينتمي نسب العدنانيين أو المستعربة الى عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) كما يطلق عليهم “المستعربة” لأنهم اختلطوا بالعرب العاربة وتعلموا منهم اللغة والثقافة العربية، و يعيش أغلبهم في مناطق الحجاز، وقد لعبوا دوراً مهماً في تاريخ العرب، خاصة في المناطق الشمالية من الجزيرة العربية.

التأثير الثقافي والاجتماعي في “الجزيرة العربية” أدى التمازج الكبير والاختلاط فيما بين العرب العاربة والمستعربة، ادى ذلك لتشكيل نسيج اجتماعي وثقافي مميز يعكس تنوع الأصول والنسب، وقد ساهم هذا التمازج في تعزيز الوحدة والتعاون بين القبائل والعشائر العربية. كما أن اللغة العربية الفصحى، التي نتحدث بها اليوم، هي نتاج هذا التمازج الثقافي بين العرب العاربة والمستعربة.

أهمية علم الأنساب ودوره لدى العرب يعتبر علم الأنساب، وعلومه، لعب الدور المهم مما ساعد في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للعرب، فقد كان للعرب أصول عملية في الأهتمام في كتابة علم الأنساب ودراسته واعتمادهم على تأصيل أحكام التدوين والنقل في علم الأنساب، ونقلها من جيل إلى جيل، وهذا ما ساعد في تعزيز الروابط العائلية، والاجتماعية بينهم، ومن أبرز الكتب التي تناولت الأنساب العربية كتاب “جمهرة أنساب العرب” للأندلسي ابن حزم، الذي كان ولايزال، يعد مرجعاً مهماً في دراسة علم أنساب العرب الى يومنا هذا، مرجعاً مهما في هذا المجال.

أن دراسة الأنساب العربية أداة مهمة لفهم التاريخ والتطور الاجتماعي والثقافي للعرب، فمن خلال فهم دراسة الأصول والنسب، يمكننا أن نعرف ونتعلم الكثير عن الهوية والانتماء العربي بين القبائل العربية وتفرعاتها والتصاهر والاختلاط عبر الآزمنة، والأجيال المختلفة.

أذن يجب علينا أن نحافظ على هذا العلم المهم بل ويجب دراسته فهمه، والغوص فيه في أعماق التاريخ، والاعتماد على الثقة عليه، وننقله للأجيال الاحقة، وذلك لغرض تعزيز الفهم الحقيقي و مختلف القديم فيما بينهم، بمعرفة حقيقية بين القبائل والعشائر العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى