كلما نقصت الأمانة نقص الإيمان بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لك يا رب العالمين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيران ثم أما بعد إن من أسباب النصر هو الإيمان والعمل الصالح، فأول أسباب النصر أن نصلح حالنا مع ربنا ونحقق العبودية التي هي الغاية من الخلق، وقد علق الوعد من الله تعالي بالتمكين بأربعة أمور وهم وجود الجماعة المؤمنة وتحقيق الإيمان فيها، وعمل الصالحات من القيام بشرائع الدين وتنفيذ أوامر الله تعالي، وإلتزام نهج الصحابة، وإنتفاء الشرك في العبادة، وأن النصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه.
فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه، فإتقوا الله تعالى فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقوى الله جل وعلا عز لصاحبها وتمكين له ورفعة في الدنيا والآخرة، والعاقبة دائما وأبدا لأهل التقوى، ثم اعلموا رحمكم الله أن الأمانة مسؤولية عظيمة وواجب كبير تحملها الإنسان وتحمل تبعتها في هذه الحياة، فالإنسان عبد مؤتمن أوجده الله تعالي من العدم وخلقه بعد أن لم يكن، وعرض عليه الأمانة فقبلها، وقبلها مع تبعاتها وما فيها من مسؤولية عظيمة وتبعة كبيرة، واعلموا أن الأمانة شأنها عظيم ومكانتها من الدين جليلة، والواجب على عباد الله أن يرعوا للأمانة حقها وأن يعرفوا لها مكانتها وأن يعتنوا بها غاية العناية ويهتموا بها غاية الإهتمام، وقد تكاثرت الأدلة في كتاب الله.
والأحاديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تعظيم الأمانة وتعلية شأنها ورفع قدرها وبيان ما يترتب عليها في الدنيا والعقبى، من ثواب لمن حفظها وحافظ عليها، وعقاب لمن أهملها وفرّط فيها، وذكر سبحانه وتعالى، الأمانة وحفظها في صفات المؤمنين الكمّل، فالعقبى الحميدة والنهاية الرشيدة هي لمن يوفّي الأمانة حقها ويرعى لها مكانتها، وذكر عليه الصلاة والسلام عدم الوفاء بالأمانة، من صفات أهل النفاق ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان” وذكر عليه الصلاة والسلام، أن الأمانة من الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وغيره ” لا إيمان لمن لا أمانة له “
وهذا الحديث عباد الله، يدلنا على عظم شأن الأمانة وأن الأمانة من الإيمان، فكلما زاد العبد أمانة ومحافظة على الأمانة زاد إيمانه، وكلما نقص من الأمانة نقص إيمانه بحسب ذلك.