الشعوب تحت راية المسلمين بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد إن الله سبحانه وتعالي أنجز وعده لسلف هذه الأمة فقد إنطلق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشرق والمغرب فاتحين منتصرين لم يضرهم أن عدوهم أكثر منهم عددا وعدة بل إنهم إتجهوا في وقت واحد إلى عدوين شديدين فهزموهما بإذن الله تعالي فأذن سبحانه بان تدخل تلك الشعوب تحت راية المسلمين فقد أنجز وعده ونصر منه وحده، فانظر كيف تحققت هذه الوعود وأصبح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قادة العالم يجبى إليهم كل الخيرات وجاءتهم الدنيا صاغرة.
ولكنهم كانوا يريدون الآخرة فأعرضوا عن الدنيا وسيرهم ظاهرة، وهذا وعد جعله الله تعالي أية في صدر كل إنسان يعرف بها هل على حق هو فينشرح صدره أم على باطل فيكون صدره ضيقا حرجا ؟ نسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا إجتنابه، فهذه الوعود من الله تعالي والله لا يخلف الميعاد، لكن ما لنا لا نرى هذه الوعود تتحقق في بلاد المسلمين فليس السبب إلا منا نحن المسلمين وليس في الإسلام خلل ووعد الله حقا وإن الله لا يخلف الميعاد فعندما تتأمل حال كثير من المسلمين تجد الشرك ينتشر في بلادهم بأنواع مختلفة فهذا هو السبب في الهزائم وفي الذل وفي معيشة الضيق والفقر إذن فلنغير ما بأنفسنا إلى ما يحب الله ويرضى فيغير حالنا في الدنيا ويجعل مآلنا إلى دار رضاه.
فإن أعظم ما أمر الله به عباده التوحيد وأعظم ما نهى عنه هو الشرك وما أرسل الله من رسول إلا ليأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك، بل لم يخلق الله الثقلين إلا ليوحدوه، وقال بعض المفسرين ليعبدون أي ليوحدون وأعظم كلمة هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” رواه الترمذين وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال “قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه” رواه البخاري.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل” وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي “يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟” فقلت الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وسلم “حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا” فقلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال “لا تبشرهم فيتكلوا”