
الدكروري يكتب عن الحياة المصيرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد 29 اكتوبر
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان صلى الله عليه وسلم دوما يذكّر السيدة عائشة رضي الله عنها زوجته وحبيبته بمقدار حبه لها، فكان صلى الله عليه وسلم يقول لها ” حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى” أى ﻛﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﺤﺒﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ السيدة ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨبى صلى الله عليه وسلم ﺣﻴﻨﺎ ﻭﺗﺴﺄﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ؟ ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ صلى الله عليه وسلم ” هى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ” وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تهتم بنفسها وبجمالها، من ذلك ما جاء فى الأثر، أن بكرة بنت عقبة دخلت على السيدة عائشة وهى جالسة فى معصفرة.
أى ترتدي لباسا مزينا أو فيه صفرة فسألتها عن الحناء؟ فقالت شجرة طيبة وماء طهور، وسألتها عن الحفاف تعنى إزالة شعر من الوجه فقالت لها إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعى مقلتيك فتضعيهما له أحسن مما هما فافعلى، أى أن الزوجة يجب أن تهتم بنفسها من أجل إرضاء زوجها، واهتمامها بنفسها لم يمنعها من أن تكون شديدة التقوى تصوم كثيرا وتتصدق كثيرا، وكانت تطلب دوما من زوجها أن يدعو لها وتحكى السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول “لما رأيت من النبى صلى الله عليه وسلم طيب النفس قلت يا رسول الله، ادع اللهَ لى، فقال صلى الله عليه وسلم “اللهم اغفر لعائشةَ ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت” فضحكت السيدة عائشة حتى سقَط رأسها فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك.
فقال ” أيسرك دعائى؟” فقالت وما لى لا يسرنى دعاؤك؟ فقال ” والله إنها لدعوتى” وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينصح النساء بالتقوى والرفق، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها قالت “قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة عليك بتقوى الله عز وجل، والرفق، فإن الرفق لم يك فى شىء قط إلا زانه، ولم ينزع من شىء قط إلا شانه” وهو نفسه من طالب بالرفق بالقوارير وأوصى الرجال بالنساء خيرا، وإن الاصل في العلاقات الزوجية هو المودة والرحمة، لكن الحياة الزوجية حياة مصيرية، بمعنى أنك إذا رزقت من هذه الزوجة بأولاد فإن الفراق يعني تشرد الأولاد، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا حرصا لا حدود له على أن يكون الوفاق بين الزوجين تنفيذا للمخطط الإلهي الذي وصي الله الله عز وجل.
وإن الأصل في العلاقات الزوجية هو المودة والرحمة، هذا هو التخطيط الإلهي هذا هو الوضع الطبيعي، هذه هي الصحة النفسية بين الزوجين، فلو أن بين الزوجين مشاحنة أو بغضاء، أو جفاء، إن هذا حالة مرضية تقتضي المعالجة، ولقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة الحياة الزوجية، وقد أنبأنا الله عز وجل بأنه حريص علينا، ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على أن يكون في كل بيت مسلم، أن يكون في كل بيت من بيوت المسلمين سعادة مظللة، من حرصه هذا صلى الله عليه وسلم وجهنا توجيهات كثيرة فيما يتعلق من حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها، والحقيقة أن الأزواج دائما يتحدثون عن حقوق الزوج على زوجاتهم، وهذا من قبيل أن الأحاديث في مصلحتهم، ولكن لكل حق واجب.
فإذا كنت تعتز بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من حق على امرأتك، فيجب أيضا أن تلقي أذنا صاغية، أن تصيغ السمع إلى الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن حق الزوجة على زوجها، كما أنك تبدي اهتماما بالغا بالأحاديث التي تتعلق بحق الزوج على زوجته يجب أن تلقي بالا، وأن تصيغ السمع، وأن تلقي أذنا مصغية لحقوق الزوجة على زوجها.