مقال

الشاب في بيئة الكفر والضلال

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الشاب في بيئة الكفر والضلال
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من هدية صلي الله عليه وسلم هو الجمع بين التعليم الفردي والجماعي، فنجد في كثير من النصوص نقرأ، كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه بينما كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا نموذج للتعليم الجماعي، وأما التعليم الفردي فنماذجه كثيرة حيث قال ابن مسعود رضي الله عنه “علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه” متفق عليه، ومن ذلك ما ورد من غير واحد من أصحابه أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما قال.

“كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال صلي الله عليه وسلم يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله ؟” رواه الشيخان” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل بيته الأخيار الأطهار بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد لنأخذ مثالا من السيرة يجلي لنا هذه الصورة تجلية واضحة، فحين نقض بنو قريظة العهد في غزوة الأحزاب، سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله سبحانه وتعالى حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فحكم عليهم سعد رضي الله عنه أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم، فكانوا يكشفون عن عوراتهم فمن وجدوه قد أنبت قتلوه، فهل قتل ذاك الشاب، الذي لايزال في العقد الثاني من عمره ظلما؟ كلا لم يقتل ظلما وقد شهد صلى الله عليه وسلم على هذا الحكم.

بأنه حكم الله من فوق سبع سماوات، إن هذا الشاب ولد في بيئة تربيه على الكفر والضلال، أبوه يهودي وأمه يهودية، وسائر أقاربه وجيرانه كذلك، ومع ذلك فهو يتحمل المسؤولية عن نفسه، كان عليه أن يبحث عن طريق الهداية والنجاة، وعن طريق الحق والخير، وما كان ربك ليظلم أحدا سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين، فإذا كان هذا الشاب الذي عاش في هذا المجتمع الغارق في الانحراف والغواية، تمارس تجاهه كل وسائل التضليل، وتطمس عليه الحقائق وتصور له بغير صورها، ومع ذلك لم يكن معذورا فغيره من باب أولى، وإن من معالم التربية هو الاهتمام بوقت الشاب وهي مهمة جدا، فإن العطل الصيفية تذهب كثيرا على أطفالنا وعلى شبابنا بلا برنامج، لا حفظ قرآن، لا تعليم، إنما همهم الأكل والشرب.

وفي السكك والشوارع، فتنتهي العطلة الصيفية ولا حفظ جزءا ولا حديثا، أو طالع بابا أو استفاد فائدة أو تأدب أدبا، هذا ليس بصحيح ولا بفائد ولذلك تكثر الإيذاءات من الشباب الفارغين والأطفال المتفلتين، وليس في الإسلام، وكذلك مما يجب الاهتمام به هو السعي لتجنيب الأطفال من القرناء السوء فإنهم يهدمون ما يبنيه الوالدان في سنوات والمرء على دين خليله وكل قرين بالمقارن يقتدي وليس أضر على الطفل من صاحب السوء، حيث حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء بقوله “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة” متفق عليه.

وقال بن حبان “فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب لئلا يكون مريبا فكما صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشر ” وكذلك فإن بعض الآباء لا يعرف إلا معاني القسوة والغلظة في معاملته مع أبناءه فإذا دخل بيته قام الجالس واعتدل القاعد واستيقظ النائم وسكت الضاحك وقطب الباسم، ولا يعرف غير السوط أو العصا لغة للتفاهم, فمثل هذا لا يُنتظر من أولاده سوى الجفاء والعقوق، وثانيا هو الحساب الفردي يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى