مقال

الدكروري يكتب عن السعادة وباب العبث والمحال

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السعادة وباب العبث والمحال

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، اللهم إني أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي، اللهم إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وقد قال إبراهيم بن أدهم ” من لم يواسي الناس بماله وطعامه، وشرابه، فليواسهم ببسط الوجه، والخلق الحسن” وكما إن الساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة، مؤيد بالتوفيق، حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” أي بمعني تعين أخاك المسلم فيعينك الله.

 

ترحمه فيرحمك، تستره فيسترك، تنفس عنه كربة من كرب الدنيا، فينفس الله عنك كربة من كرب القيامة، تضع عنه بعض الدين، يضع عنك بعض الوزر ، تفرج عن عسرته، يفرج الله عن عسرك يوم القيامة وهكذا، وإن هناك قضايا وأمور قدرها الله عز وجل علي الإنسان فإذا آمن بها الإنسان وعرف هذه الحقائق على ما هي، فعليه محبة الله، ولينظر إلي آثار هذه المحبة، وأن البغض أيضا يكون في الله، وأن العبد لا يتكلف شيئا، ولا يتكلف للناس إطلاقا، ولا يظهر بخلاف ما يخفي ولا يتصنع لهم بشيء من الأشياء إطلاقا، ويعني هذا أن الإنسان إذا كان يغفل عن هذه الحقائق ما الذي يحصل له؟ فلست أرى السعادة في جمع مال، ولكن التقي هو السعيد، فإن القليل من الناس هم الذين عرفوا حقيقة السعادة.

 

فعملوا من أجلها وجعلوا مقامهم في الدنيا معبرا للآخرة ولم تلههم الدنيا وزينتها عن الآخرة، إن السعادة الحقيقية هو أن ينظر الإنسان إلى من هو أسفل منه ولا ينظر إلى من هو أعلى منه في الرزق والصحة وغيرها فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله ” رواه مسلم، ‎‎فبهذه النظرة يرى أنه يفوق كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها، وفي الرزق وتوابعه، فيزول قلقه وهمه وغمه، ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله، وكذلك السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها

 

هو من باب العبث والمحال، فيجاهد قلبه عن التفكير فيها، وأيضا تقوية القلب وعدم التفاته للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة لأن الإنسان متى استسلم للخيالات وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والأمراض وغيرها، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي، وكذلك الاعتماد والتوكل على الله والوثوق به والطمع في فضله، فإن ذلك يدفع الهموم والغموم، ويحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور الشيء الكثير، وأنه إذا أصابه مكروه أو خاف منه فليقارن بينه وبين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، فإنه سيظهر له كثرة ما هو فيه من النعم وتستريح نفسه وتطمئن لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى