
الدكروري يكتب عن الحفاظ علي الفروج
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن لعباد الله المؤمنين الأتقياء علامات وسمات تميزهم عن غيرهم من العباد، وإن من صفات المؤمنين هو الحفاظ على الفروج من الحرام، حيث يقول الله تعالى ” والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون” ويعتبر ترويض الرغبة الجنسية، من أصعب أنواع كبح الرغبات، وتعتبر الرغبة الجنسية فطرة طبيعية في الجنس البشري، قد وضع الله لها إطار الزواج معيلا لها، فالزواج في الإسلام يمثل العفة والطهارة من الوقوع في الخطأ والمعصية وممارسة الرزيلة والخطيئة، وقد غلب الشيطان على بعض الناس وجعلهم يصرفون شهواتهم في الزنا واللوط و العادة السرية، وهذه العادات قد تهدم من عادات المجتمع وقيمه ومبادئه.
ولكن المؤمن بقلبه وروحه قد ينتبه لمثل هذه التصرفات ولا يقومون بصرف شهواتهم في غير إطار الزواج وإقامة حياة زوجية كريمة قائمة على المودة و الرحمة، وكما أن هناك الاضطراب المرضى الشديد في العلاقات الأسرية بحيث تصبح هذه العلاقات ممزقة بما لا يعطى الإحساس بأي حرمة في أي علاقة وهذه العلاقات المحرمة ينتج عنها مضاعفات نفسية واجتماعية خطيرة، حيث تضطرب صورة العلاقة بين الشخصين وتتشوه فتبتعد عن تلك العلاقة بين الأخ وأخته أو بين الأب وابنته وتستبدل بعلاقات يشوبها التناقض والتقلب وتترك في النفس جروحا عميقة، إضافة إلى ذلك فإن كلا الطرفين المتورطين يجدان صعوبة في إقامة علاقات زوجية طبيعية مع غيرهما نظرا لتشوه نماذج العلاقات.
ولا يقتصر اضطراب التكيف على العلاقات العاطفية أو الجنسية فقط وإنما يحدث اضطراب يشمل الكثير من جوانب الحياة للطرفين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ” ما تقولون في الزنا قالوا حرام حرمه الله ورسوله وهو حرام إلى يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره ” فما بالكم بزنا المحارم كم يساوى عند الله تعالي، وإن من صفات المؤمنين هو أداء الأمانة و الوفاء بالعهود، حيث يقول الله تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” حيث تعتبر الأمانة هي كل حق وجب على الإنسان رده في وقته والحفاظ عليه، فالوظيفة أمانة والحقوق الزوجية أمانة والأطفال أمانة والزوجة أمانة، والبيع والشراء أمانة أيضا.
وأما عن العهود، فهي الحقوق التي يجب الوفاء بها مثل وعود الشخص لأخيه، فتعتبر عهد لابد من الوفاء به، والخلاف على الوفاء بهذه العهود قد تعتبر نفاق، قال النبي صلى الله عليه وسلم “أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” وإن من صفات المؤمنون هو المحافظة على الصلاة، حيث يقول الله عز و جل ” والذين هم على صلاتهم يحافظون” والمحافظة على الصلاة تعني أداء الصلاة في أوقاتها بدون تأجيل، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أيضا أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة.