مقال

الدكروري يكتب عن ظاهرة الفساد فى الأرض ” جزء 6″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ظاهرة الفساد فى الأرض ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السادس مع ظاهرة الفساد فى الأرض، وإن من مظاهر الفساد أيضا هو ارتكاب المعاصي والآثام، ولقد أوجب الله تعالى علينا طاعته، وألزمنا بذلك، وبيَّن لنا أن الاستقامة على طاعة الله تعالى سبب للتمكين في الأرض، وإذا حققنا التوحيد فإن التمكين والنصر من الله عز وجل، آت لا شك، والدليل على ذلك قوله تعالى فى سورة الأنعام ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ” وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة العبادة، وعلى الابتعاد عن الفتن، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” العبادة فى الهرج كهجرة إليّ ” فإذا رأيت الناس يكثرون في أمور لا فائدة منها فاعتزلهم، ويقول الإمام النووي رحمه الله، أن المراد بالهرج هنا هو الفتنه، واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العباده فيه هو أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها.

 

ولا يتفرغ لها إلا أفراد، فالانشغال بالعبادة وقت الفتن خير لك وأفضل، وإن من مظاهر الفساد أيضا هو السعي إلى الفرقة والسعي إلى تحزب الناس، وقد نهى الله تعالى عن الفرقة والتحزب، وأمر بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” ويقول سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” فالله عز وجل، أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف، فنشر الفرقة بين الناس بسبب الحسب والنسب، أو توالي وتعقد الولاء من أجل الرجال، فإن هذا سبب من أسباب الفرقة، ومن يسعى إلى نشر الفرقة بين المجتمع ويسعى إلى الإفساد فيهم فيجب نصحه، وإلا حذرنا منه لأنه يسعى للإفساد في الأرض، فعلى المسلم أن يسعى لجمع الكلمة وإلى توحيدها، فإن الله عز وجل، أمر به، وأمر به نبينا صلى الله عليه وسلم.

 

وكذلك فإن من مظاهر الفساد هو الدعوة إلى إفساد المرأة ، ودعوتها إلى أن تعصي ربها عز وجل، وأن تفعل فعل نساء الكفر، فهذا أيضا من الإفساد في الأرض، وليحذر الإنسان من ذلك أشد الحذر، وليسع في كل أمر فيه خير وصلاح، فإن الفساد في الأرض ليس خاصا بالرجال، فالمرأة عليها أن تسعى للإصلاح في الأرض لا أن تسعى للإفساد في الأرض، وذلك بتربية أبنائها على طاعة الله عز وجل، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على بيتها، وعلى زوجها، وأن تؤدي ما أوجب الله عليها من أقوال وأفعال، والمفسدون في الأرض هم فئة من المجتمع لديهم أفكار مسمومة فاسدة ولم يكتفوا بفسادهم فقط ولكن يرغبون بإفساد من حولهم، ولا يريدون أحدا أن يوقفهم عند حدهم بحجة الحرية الشخصية وتعد هذه الفئة من أخطر الفئات على المجتمع لما قد تسببه من دمار للقيم والدين والأعراف.

 

ويستهدف هؤلاء المفسدون فئة الشباب والمراهقين لسهولة التأثير عليهم، بالإضافة لاستخدامهم الكلام المعسول المسموم والكلمات الرقيقة اللطيفة للترويج عن أفكارهم، ويفسر هؤلاء المفسدون آيات القرآن الكريم بالطريقة التي يريدونها دون علم أو مرجع بالإضافة إلى الأخذ من السنة النبوية وتفسيرها بما يناسب هواهم دون الرجوع لأهل العلم، ومن صفات هؤلاء أيضا كثرة الحديث باللغة الإنجليزية حتى يستطيعوا تضليل من لا يستطيع أن يجاريهم باللغة ويخلطون اللغة الإنجليزية بالعربية ظنا منهم أن هذا هو التطور والتقدم، ومن الأمور التي تقوم بها هذه الفئة الضالة هي أنهم يدخلون النقاشات بجماعات معا حتى يصعبوا الأمر على من يناقشهم ويقوم كل منهم بالتعزيز لمن هو معه من المفسدين، ويقول هؤلاء المفسدون إن تعاليم الدين من الأمور التي تعطل التقدم والتطور.

 

ويريدون أن يغيروا التعاليم حسب أهوائهم، ودائما ما يبحث هؤلاء المفسدون عن زلات العلماء وينشرونها ودائما ما يطعنون في كلامهم ونواياهم، وإن صفات المفسدين في الأرض كثيرة وللأسف هم ينتشرون مثل الفيروسات في المجتمع ووجب تبيين بعض صفاتهم، ويجب صدهم ومحاربتهم، وعدم تركهم ينشرون فسادهم في مجتمعنا، ولا يجب تركهم بحجة الحرية الشخصية حيث إن نشر مثل هذه الأفكار لا يعد من الحريات الشخصية لمجتمع مسلم محافظ، وإن الإفساد هو فعل ما به الفساد، والهمزة فيه للجعل، أي جعل الأشياء فاسدة، والفساد أصله تحول منفعة الشيء النافع إلى مضرة به أو بغيره، وقد يطلق على وجود الشيء مشتملا على مضرة وإن لم يكن فيه نفع من قبل، ويقال فسد الشيء بعد أن كان صالحا، ويقال فاسد إذا وجد فاسدا من أول وهلة، وكذلك يقال أفسد إذا عمد إلى شيء صالح فأزال صلاحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى