مقال

الدكروري يكتب عن الإمام حمّاد بن زيد ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام حمّاد بن زيد ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام حمّاد بن زيد بن درهم مولى مولى جرير بن حازم أبو إسماعيل كان يُلقب بالأزرق وكان من أهل البصرة، وكان جده درهم من سبي سجستان، وكان أبوه زيد مملوكا عند حازم أبو جرير، فلما مات حازم أعتقه يزيد وجرير ابنا حازم، وُلد حماد بن زيد سنة ثمان وتسعين للهجرة، وعن أم حماد أنه وُلد في خلافة عمر بن عبد العزيز، وعن عمته أنه وُلد في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك وولاية سليمان بن عبد الملك كانت سنتين وثمانية أشهر، أولها سنة ست وتسعين للهجرة، وآخرها في صفر سنة تسع وتسعين للهجرة، وخلافة عمر بن عبد العزيز كانت سنتين وخمسة أشهر، أولها كان في اليوم الثامن من وفاة سليمان، وآخرها سنة مائة وواحد للهجرة، وأدرك حمّاد معظم التابعين من البصريين وغيرهم منهم أيوب السختياني، حيث قال حماد بن زيد قدم علينا البصرة حماد بن أبي سليمان.

فلم يأته أيوب فلم نأته وكان إذا لم يأت أيوب أحدا لم نأته، وقال يحيى بن معين كان حماد بن زيد عالما بأيوب، ومات أيوب ولحماد بن زيد أربع وثلاثون سنة، وزيد بن درهم وهو أبوه، وأيضا من التابعين ثابت البناني، وعاصم بن أبي النجود، روى عنه الحروف في القراءات، وعبد الله بن طاووس، وعطاء بن السائب، وعمرو بن دينار المكي، وأبو عمرو بن العلاء النحوي، وغيرهم كثير، وكان من تلاميذه الإمام حمّاد بن زيد، هم الأشعث بن إسحاق السجستاني وهو والد أبي داود صاحب السنن، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن مهدي، وعلي بن المديني، وقتيبة بن سعيد، ووكيع بن الجراح، وشيبة بن عمرو المصيصي، روى عنه القراءة، وغيرهم كثير، وأما عن سيرته وأقوال النقاد فيه، فقد قال عفان بن مسلم كان حماد بن زيد يلبس قلنسوة بيضاء طويلة لطيفة.

وقال ابن سعد أن حماد بن زيد كان ثقة ثبتا حجة كثير الحديث، وقال الإمام أحمد بن حنبل، وحماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين والإسلام، وقال أبو يعلى الخليلي أن حماد بن زيد ثقة، متفق عليه، مخرج في الصحيحين، رضيه الأئمة، وكان بينه وبين مالك بن أنس مكاتبة، وكان يعجبه رأي مالك، وأسباطه مالكيون قضاة، وقال عبد الرحمن بن مهدي أن أئمة الناس في زمانهم أربعة، حماد بن زيد بالبصرة، وسفيان بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وقال لم أر أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد، وقال ما رأيت بالبصرة أفقه من حماد بن زيد، وسُئل يزيد بن زريع ما تقول في حماد بن زيد وحماد بن سلمة، أيهما أثبت في الحديث؟ فقال حماد بن زيد، وكان الآخر رجلا صالحا، وقال سليمان بن حرب، سمعت حماد بن زيد يحدث بالحديث.

فيقول سمعته منذ خمسين سنة ولم أحدث به قبل اليوم، ولم يكن له كتاب إلا كتاب ليحيى بن سعيد الأنصاري، وقال عبيد الله بن الحسن إنما هما الحمّادان، فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين، أي حماد بن زيد وحماد بن سلمة، وقد اشترك الحمادان في الرواية عن كثير من المشايخ، وروى عنهما جميعا جماعة من المحدثين، وقال ابن المبارك أيها الطالب علما إيت حماد بن زيد، تقتبس حلما وعلما، ثم قيده بقيد، ودع البدعة من آثار عمرو بن عبيد، وقال محمد بن الطباع قلما رأيت رجلا أعقل من حماد بن زيد، وقال ابن أبي حاتم الرازي ومن العلماء الجهابذة النقاد بالبصرة حماد بن زيد بن درهم، وقال ابن حبان كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن كان يقرأ حديثه كله حفظا، وهو أعمى، وقال ابن حجر حماد بن زيد، ثقة ثبت فقيه، قيل إنه كان ضريرا ولعله طرأ عليه لأنه صح أنه كان يكتب.

وقال عبد الرحمن بن مهدي إذا رأيت بصريا يحب حماد بن زيد فهو صاحب سنة، وقال الذهبي لا أعلم بين العلماء نزاعا، في أن حماد بن زيد من أئمة السلف، ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم، وأعدمهم غلطا، على سعة ما روى، وقال يزيد بن زريع يوم مات حماد بن زيد، مات اليوم سيد المسلمين، وقال القاضي عياض في ترجمة ابن حفيد الإمام حماد بن زيد، إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد، قال ولنبدأ قبل ذكره بشيء من خبر آل حماد بن زيد على الجملة، وجلالة أقدارهم، وقد ذكرنا قوما منهم في الطبقة الأولى، وكانت هذه البيتة على كثرة رجالها، وشهرة أعلامها، من أجل بيوت العلم بالعراق، وأرفع مراتب السؤدد في الدين والدنيا، وهم نشروا هذا المذهب أي المالكي هناك، ومنهم اقتبس، فهمنهم من أئمة الفقه ومشيخة الحديث والسنن عدة، كلهم جلة، ورجال سنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى