
عبدالفتاح حسانين و نهاية حلم.
كتب جهاد بكركيلانى
دائما كل حلم يبدأ بفكرة ثم تنمو بالفكر و العمل و الاخلاص حتي تتعاظم شيئا فشيئا و تكون مهيئة للحلم و لأننا في شق التعبان نعاني من غياب الحلم في أشياء كثيرة نظل ننادي لعلها يوما تتحقق كان واجبا علينا التنقيب عن أحلام منسية لعلنا نجدد من أوضاعها .. و أمام حلم كبير كاد أن يتحقق وقفت كثيرا أمامه م عبدالفتاح حسانين ( 1952 : 2005 ) و قصة شاب حاول أن يحلم .. جاء من المنيا إلي مصر شابا يافعا حاملا أحلامه معه كما يفعل شباب الصعيد مهندس يبني أفكاره و احلام لبنة لبنة بدأ من ورشة صغيرة في الإيرانية بالبساتين و عمل بخراطة مستلزمات معدات الرخام ثم ما لبث أن شارك في مصنع للرخام و الجرانيت بمشاركة بعض أصدقاءه و له النصيب الأكبر و لكن حلم الحديد ما زال يراوده ظل يعمل بإسطوانات الرخام و يقوم بتوزيعها علي الورش و المصانع بمعاونة أشقائه ولدت بذهنه فكرة تصنيع فصوص الماس و التي تستخدم في نشر الرخام ولدت الفكرة قوية فألتصقت بأفكاره و لم يستطع أحدا أن يثنيه عنها و رغم أن الاستيراد كان مفتوحا بشكل أوسع في استيراد هذه الخامات إلا أن حلم تصنيعها في مصر ظل يراوده و كان مجبرا علي ترويض الفكرة بداخله لإحساسه بأهميتها و لاقي في سبيل ذلك الكثير من الاستهجان من زملاءه في مجال الرخام فالفكرة لم تكن فكرة فحسب بل سعي للتجربة و خسر فيها أموالا طائلة في ذلك الحين سعيا وراء الحلم و بدأت محاولاته عام 1999 بأستقطاب شركة تركية لتساعده في إنتاج هذه الفصوص و التي لها طبخة معينة للخامة و لكنهم لم يفصحوا لها عن سرها كي يحتفظوا بذلك لما لا نهاية مما ادي لفسخ الاتفاق بينهما و رغم ذلك زاد إصراره علي مهمته و أشتغل عليها كثيرا بنفسه من خلال تركيبات كيميائية محددة و جزئيات مختلفة للوصول للتركيبة المثلي و في خلال سنوات و من خلال سهر الليالي و الايام توصل لتركيبة و عند التجربة بدأت تظهر عيوبا أعاقت انطلاق التجربة لمرحلة ابعد و كان يخسر الصلب و الفصوص معا و كان هذا مكلفا جدا و رغم الخسارة و محاولات بناته الصغار لإثناءه عن ذلك إلا أن إصراره كان أشد و حمل إجندة خاصة بين يديه تصاحبه أينما ذهب يلقي فيها بهمومه و ملاحظاته حول التجربة و كلما تذكر شيء كتبه حتي تخرج تجربته بشكل أمثل و مضي في ذلك حتي تحقق حلمه في ظل تركيبة معينة عمل عليها من خلال خامات مستوردة من شركات فرنسية و بلجيكية و كان داعما له بعض رجال الرخام المحترمين أهمهم الحاج احمد عيسي و ايمن فايق كانوا يتعاملون في منتجه حتي 30 نوفمبر من عام 2005 و بعد توصل لطبخة متميزة يحقق بها الحلم كان علي موعد أقصاه عن أحلامه حيث تعرض لحادثة سير أودت بحياته لينتهي الحلم بحياته و بعد وفاته تولت أدارة المصنع بناته و لصغر سنهن لم يستطعن مجاراة شق التعبان و اهلها و رغم ذلك ما زلن يعملن و بإجتهاد و هكذا انتهي الحلم و لكن لم تنتهي سيرة عبدالفتاح حسانين الطيبة فلقد كان رجلا طيبا إنسانا يتقطر حنانا علي من حوله يملك علاقات طيبة مع من حوله مازالت باقية في عيون أحباءه و محاولاته في تطوير فكرته و حلمه ستظل باقية في تاريخ هذه المهنة لعل هناك من يأتي ليكمل الحلم حتي و إن كانت الدولة الحلم كبير كبير جدا و من بدأ هذا الحلم يستحق التقدير رحمه الله سبق عصره