نفحات إيمانية ومع أنبياء مزيفة صلاح وثريا ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع أنبياء مزيفة صلاح وثريا ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع أنبياء مزيفة صلاح وثريا، فقال صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله” وقد وقعت هذه العلامة من علامة الساعة فخرج كثير من ادعاء النبوة قديما وحديثا ولا يستعبد ان يظهر دجالون آخرون الى ان يظهر الدجال الاعور الكذاب نعوذ بالله من فتنته، فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الاعور الكذاب” وعن ثوبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من امتي بالمشركين وحتى يعبدوا الاوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم انه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدى”
وقد ولد صلاح شعيشع مدعى النبوة فى العصر الحديث في شهر نوفمبر سنة ألف تسعمائة واثنين وعشرين ميلادى فى مدينه الاسكندرية وتوفي والده بعد ولادته مباشره، وكان يعانى من شده الفقر لكنه كان شابا مكافحا طموحا فالبرغم من شده فقره اجتهد وعمل لاتمام الدراسه وكان طويل القامه وقوى البنيان لكنه كان غريب الاطوار يتنمر على كل من حوله من أصدقائه وزملائه وكان يرى انه افضل شاب في العالم كله وكان يمتلكه الغرور، والغرور هذا الخلق المبغوض من كل نفس سوية، وهو إعجاب الإنسان بنفسه وبعلمه وبدنياه، وقد يصل بصاحبه إلى حد احتقار الآخرين، وربما التسفيه بآرائهم وأعمالهم، وهو خديعة للنفس ومحاولة لخداع غيره، ويكفي أنه من عدة الشيطان.
فقال تعالى فى سورة النساء ” وما يعدهم الشيطان إلا غرورا” والمغرور كما يقول الرافعى رحمه الله كالواقف على جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا، وإن من أسباب الغرور إهمال التربية الأسرية لأبناء والبنات، فقد تظهر مظاهر الغرور على الوالدين، فيكسبها الأطفال، وتنمو معهم، وقد يكونان متواضعين، ولكن يفشلان في تربية خُلق التواضع في أولادهم بسبب منحهم كل رغباتهم، ولاسيما ما يظهر فيها أثر الرفاهية والكبر، مثل اللباس الفاخر، والمركب الفاره، وقال ابن تيمية رحمه الله “فالمسكين المحمود هو المتواضع الخاشع لله، ليس المراد بالمسكنة عدم المال بل قد يكون الرجل فقيرا وهو جبار، فالمسكنة خُلق فى النفس، وهو التواضع والخشوع، واللين ضد الكبر.
وقال ابن القيم رحمه الله “أي سكينة ووقارا، متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين، وقال الحسن علماء حلماء، وقال ابن الحنفية أصحاب وقار وعفة لا يسفهون، وإن سفه عليهم حلموا، والهون هو الرفق واللين” وأما عن صلاح شيشع فقد انهى صلاح دراسه الطب بتفوق ونجاح منقطع النظير لكن بسبب تنمره وطبعه الحاد وافتعاله للمشاكل رفضت الجامعه تعينه معيدا بها فعينته الوزاره للعمل كطبيب بالصحه المدرسيه لكنه كان الغرور يتملك منه فاستقال من تلك الوظيفه وذهب واستاجر شقه في محرم بك بمدينه الاسكندريه وقام بفتحها عياده خاصه له، يعالج فيها امراض الباطنه التي كانت تخصصه لكنه سرعان ما قام بتغيير نشاط عيادته من امراض باطنه الي نساء وتوليد.
وتخصص في عمل عمليات الاجهاض وذاع صيته في ذلك المجال الي ان اطلقوا عليه حينها ملك الاجهاض، وإن حكم الشرع فى الإجهاض، وهو إن دار الإفتاء لا تجيز الإجهاض بأى حال من الأحوال إلا إذا كان هناك مبرر لذلك، وهي تختلف من حالة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى، فإن كان الإجهاض قبل أربعة أشهر وهناك حاجة طبية للإجهاض فيجوز، وتقول دار الإفتاء ونحن لا نقول بالإجهاض من عدمه إلا بناء على تقارير طبية، فإن كان بعد أربعة أشهر فلا نجيز الإجهاض إلا إذا كان وجود الجنين فيه خطر على حياة الأم، وهو ما يحدده الطبيب حسب تقاريره، وتقول دار الإفتاء، إنه قد أجاز فقهاء المذهب الحنفى إسقاط الحمل ما لم يتخلق منه شيء، وهو لا يتخلق إلا بعد مائة وعشرين يوما.