الدكروى يكتب عن طريق النبي نور ” جزء 4″

الدكروى يكتب عن طريق النبي نور ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع طريق النبي نور، ولكن بعض الناس لا يصبر، بل يسارع ويسابق الإمام، فالواجب الحذر من ذلك، ومما يعين على المحافظة على صلاة الفجر في وقتها وعلى أدائها في الجماعة هو التبكير بالنوم وعدم السهر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، فالمشروع لكل مؤمن ومؤمنة بذل المستطاع في المحافظة على أداء الصلاة في وقتها وعدم السهر بعد العشاء لأن ذلك قد يسبب النوم عن صلاة الفجر، وينبغي أن يستعان بالساعة المنبهة على ذلك، كما ينبغي التعاون على ذلك بين الرجل وأهله في هذا الأمر، فلا بد من التناصح، والتواصي بالحق، والتعاون على الخير.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل حلول العقوبة، ثم يقول سبحانه وتعالى بعد الصلاة ” ويؤتون الزكاة” فالزكاة حق المال، يجب على المسلم أن يؤدي زكاة أمواله إلى أهلها، مخلصا لله، راجيا ثوابه، خائفا من عقابه، سبحانه وتعالى، وقد بين الله أهلها في قوله تعالى ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين” ثم قال تعالى بعدها ” ويطيعون الله ورسوله” فبعدما ذكر سبحانة الصلاة والزكاة والموالاة بين المؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال “ويطيعون الله ورسوله” وهذا يعني في كل شيء، كما يطيعونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصلاة والزكاة، يطيعونه في كل شيء، هكذا المؤمن والمؤمنة، يطيعون الله ورسوله.
في كل الأوامر والنواهي أينما كانوا، ولا يتم الدين إلا بذلك، ثم يقول تعالى ” أولئك سيرحمهم الله” فأوضح سبحانه بذلك أن الذين استقاموا على دين الله وأدوا حقه وأطاعوه، وأطاعوا رسوله صلى الله عليه وسلم وهم المستحقون للرحمة في الدنيا والآخرة لطاعتهم لله وإيمانهم به وأدائهم حقه، فدل ذلك على أن المعرض الغافل المقصر قد عرض نفسه لعذاب الله وغضبه، فالرحمة تحصل بالعمل الصالح والجد في طاعة الله والقيام بأمره، ومن أعرض عن ذلك وتابع الهوى والشيطان فله النار يوم القيامة، فإحرص على الخير، وبادر إليه وكن من أهله، وأحذر الشر وأبتعد عنه وعن وسائله وأسبابه، وعليك بسؤال ربك والضراعة إليه أن يمنحك العون والتوفيق.
فهذه الدنيا هي دار الابتلاء والامتحان، وهي دار العمل والإعداد للآخرة، فالله خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل لهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأعطاهم عقولا وأسماعا وأبصارا، وابتلاهم بالشياطين، من الإنس والجن، والشهوات، و لقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالثبات على هذا الدين القويم، والاستقامة عليه حتى الممات، وكان على رأس الخلق إمام الموحدين، وقائد الغر المحجلين سيد المرسلين المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث قال الله له كما جاء فى سورة هود” فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير” فاستقم كما أمرت، فقد أحس صلى الله عليه وسلم، برهبتهه وقوتها حتى روي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال مشيرا إليها “شيبتني هود وأخواتها”
فالاستقامة هي الاعتدال والمضي على نهج الله دون انحراف، مع اليقظة الدائمة والتدبر الدائم، والتحري الدائم لحدود الطريق المستقيم، وقال أيضا سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الشورى ” فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم” وكيف لا؟ وقد جعل الله لمن آمن بدينه حقا، واستقام على طريقه صدقا، الفضائل العظيمة، والمنازل الرفيعة، والدرجات العلا في يوم تزل فيه الأقدام، وتخف فيه الموازين، ولا شك أن الاستقامة من أعظم المسؤوليات، وأوجب الواجبات، التي كلفنا الله عز وجل بها، وأن على المرء أن يبذل جهده ويسأل ربه العفو والغفران إذا ما قصّر أو أخل في حياته بشيء منها، قال الله عز وجل على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما جاء فى سورة فصلت ” قل أنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين”