مقال

نفحات إيمانية ومع حويطب بن عبد العزى القرشي ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع حويطب بن عبد العزى القرشي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع حويطب بن عبد العزى القرشي، ويقول حويطب عن عمرة القضية أو عمرة القضاء ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عُمرة القَضية، وخرجت قريش عن مكة، كنت فيمن تخلف بمكة أنا، وسهيل بن عمرو، لأن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت، وهو ثلاث، فلما انقضت الثلاث، أقبلت أنا، وسهيل بن عمر، فقلت قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا، فصاح يا بِلال لا تغيب الشمس وأحد المسلمين بمكة ممن قدم معنا، وقال حويطب لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة عام الفتح خِفت خوفا شديدا فخرجت من بيتى، وفرقت عيالي في مواضع يأمنون فيها، فإذا أنا بأبي ذر الغفارى، فهربت منه، فقال يا أبا محمد، لا خوف عليك، تعالى أنت آمن بأمان الله.

 

فرجعت إليه، وسلمت عليه، فقال لي اذهب إلى منزلك، فقلت وهل لي سبيل إلى منزلي، والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألقى فأقتل، أو يُدخل عليّ منزلي فأقتل، فقال أبوذر فاجمع عيالك معك في موضع، وأنا أَبلغ معك منزلك، فبلغ معي وقال يا أبا محمد حتى متى وإلى متى، قد سُبقت في المواطن كلها، وفاتك خير كثير، وبقي خير كثير، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم تسلم، فخرجت معه حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالبطحاء، وعنده أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما، فوقفت على رأسه، وسلمت عليه، فقال “وعليك السلام، أَحويطب؟” قلت نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحمد لله الذي هداك”

 

فيقول حويطب استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ألفا وأعطاني من غنائم حنين مائة من الإبل، وكان خويطب رضى الله عنه، هو أحد الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب حدود حرم الله، وهو راوى حديث العمالة الوارد فى البخاري، وعن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال له عمر، ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقال السعدى، بلى، فقال عمر، ما تريد إلى ذلك؟ فقال إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، فقال عمر لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول.

 

أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا فقلت، أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذ وإلا فلا تتبعه نفسك ” وكان حويطب أيضا مجاهدا فى فتوحات الشام، وكان أيضا هو أحد من دفن عثمان بن عفان ليلا، حيث خاف الجميع من الخروج بجثة عثمان رضى الله عنه لدفنه، وقد روى أبو نجيح عن حويطب أن امرأة جذبت أمتها وقد عاذت منها البيت، فشلت يدها، فلقد جاء الإسلام وإن يدها لشلاء، وكان حديثه في الموطأ في صلاة القاعد، وقد مات حويطب سنة أربع وخمسين بعد الهجرة النبوية الشريفة وقيل سنة اثنتين وخمسين بعد الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى