نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 5″

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 5″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع الإصلاح والتنمية البشرية، وكذلك دورات الطاقة البشرية وتشمل الريكى والشي كونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير، وجميع هذه الدورات تلبس رداء التنمية البشرية زيفا وهى المقصودة بالتحذير فى هذا الموقع فقد أفسدت في واقع شباب الأمة وكثير ممن ظاهرهم الخير فيها وأخذتهم بعيدا عن منهج الحياة الصحيح، وربما كان أصل تسميتها التنمية البشرية دال على أصلها الذي انبثقت عنه من حركة القدرات البشرية الكامنة التي خرجت في الغرب من أجل تعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن الحاجة لاستمداد العون منه، فينبغى الحذر منها وتحذير الشباب لكون بريقها ومستوياتها الأولى مبهرجة غير ظاهرة المخاطر.
للأغرار ومن ثم تشكل طعما خطيرا يجرفهم في متاهات فكرية ولوثات عقدية كثيرة، وأما قضية ربطها بالكتاب والسنة فهذه مسألة أخرى أشد خطرا لكونها تغطي فلسفاتها الباطلة بستار من الأدلة يغطي الحقيقة ويريد الفتنة والتلبيس، أسأل الله العظيم أن يحمي شبابنا منها، وقد سبق لنا بيان أن ما يعرف بعلم التنمية البشرية، فيه ما هو نافع مفيد، كالدورات المتعلقة بالتخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت، ودورات تربية الأبناء وفنون العلاقات الأسرية، ودورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء، ونحو ذلك، وفيه ما هو خطير المنهج فاسد الطريقة من الجهة الشرعية، كالجوانب المبنية على مغالطات الفلسفة والفرضيات والنظريات الخاطئة، مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية، ونحو ذلك.
وأن النصيحه هنا هو ألا تطلقوا الأحكام الشرعية مباشرة على الأسماء والألقاب المجملة، التي يدخل في مضمونها العديد من التصورات والأفكار والنظريات، وتنتشر مفرداتها على مساحة واسعة من التنوع والتعدد، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” وإنما تقع الشبهة لأن أكثر الناس لا يفهمون حقيقة قولهم وقصدهم، لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة، بل وهم أيضا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ويقولونه، ويقول أيضا وأما الألفاظ المجملة فالكلام فيها بالنفى والإثبات، دون الاستفصال فهو يوقع في الجهل والضلال، والفتن والخبال، والقيل والقال، وقد قيل أن أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء، فمصطلح التنمية البشرية.
يعرف بأنه عملية توسيع القدرات التعليمية، والخبرات للشعوب، والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه، إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية، بجانب تنمية القدرات الإنسانية، من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات، فهو علم متكامل له حضوره في الجامعات العلمية والمراكز البحثية، وتعتني به الأمم والدول والشعوب، ويساعد على رصد الواقع وحالته العرضية أو المرضية، للبحث عن الحلول الناجحة للارتقاء بالإنسان فى مختلف مجالات الحياة، والدول الحية تعمل اليوم جاهدة على استصدار تقارير التنمية البشرية السنوية، كما تصدرها الأمم المتحدة على المستوى العالمي، وتبذل فيه جهودا هائلة من الرصد والمتابعة.
وتحليل البيانات والإحصائيات، وكل ذلك لغرض التطوير والتحسين، وقد ظهرت فيه أيضا كتابات تنظر للتنمية بالمنظار الإسلامى الشرعي، وقد تناول مفهوم التنمية من الجهة الاقتصادية، وبين اهتمام الإسلام بها، وحرص على ذكر تطبيقات التنمية البشرية من السنة النبوية المطهرة، وإنما يبقى الحديث عن العقل الباطن أو ما يسمى أيضا باللاوعى، فهو المصطلح المجمل الذى يحتمل احتمالين لا بد من تفصيلهما وبيان كل منهما، فالاحتمال الأول وهو مفهوم نشأ أول ما نشأ في فروع الطب النفسى، ويقترب كثيرا من معنى النفس، أو القلب، أو الإرادة، أو الروع، أو الذاكرة، ونحوها من المفاهيم التي نعرف من معانيها قاسما مشتركا متعلقا بمخزن الأفكار والتصورات، والمشاعر والأحاسيس، فى النفس الإنسانية.