مقال

نفحات إيمانية ومع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى ” جزء 7″

نفحات إيمانية ومع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى ” جزء 7″

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع الأمن الإجتماعى والفساد الأخلاقى، حيث يتجاهل بعد ذلك وعده للآخرين بالسعي لمصالحهم، ويتنكر لما يطمئنهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الله رحمة للعالمين، قد كان قدوة صالحة في نفسه أولا، بمنهج السلوك والعمل، وبدعوته لتأصيل الإيمان، وتمكين العقيدة في الفئة المؤمنة، لأن ذلك مما يطمئن النفس ويريحها، ومن هنا ندرك أهمية ما جاء في القرآن الكريم، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من آيات وعبر تقويّ دعائم الإيمان، وتمكنه من النفوس، في كل أمر يعترض الإنسان في أمور حياته وآخرته، وأيضا فإن من الوسائل لتحقيق الأمن المجتمعى هو الصحبة الخيرة.

 

فإن من وسائل الإسلام في إصلاح المجتمع تحصينه ضد الأفكار والممارسات الهدامة هو الدعوة إلى الصحبة الخيرة، بأن يختار المسلم صديقه اختيارا صحيحا، لأن الصديق هو الطريق لنقل العدوى، فإذا جعلنا هذا الطريق سالكا وسليما أوقفنا انتقال مكروب الانحراف من شخص لآخر، وقد أولى الإسلام أهمية كبرى إلى الصداقة والأصدقاء داعيا إلى تعزيز روح الأخوة والصداقة مانعا ما يعكر أمر الصداقة الصحيحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سائلوا العلماء وخاطبوا الحكماء وجالسوا الفقراء” وقال صلى الله عليه وسلم تأكيدا على روح الجماعة والابتعاد عن الفردية “من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه”

 

ولتحصين المسلم من مخاطر العلاقات الاجتماعية الفاسدة دعى إلى نبذ أهل البدع والأفكار المنحرفة، فقال صلى الله عليه وسلم “لاتصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم” ولتمتين العلاقات الاجتماعية وتقويتها وضع الإسلام بعض القواعد المهمة منها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يزر أن أحدكم بأحد من خلق الله فإنه لايدري أيهم ولي الله” وقال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه “إحصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك” وقال أيضا “احتمل أخاك على ما فيه ولا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة” وقال أيضا “البشاشة حبالة المودة” ويؤكد الإسلام على الحقوق العملية التي تعمق أواصر المودة في المجتمع الإسلامي.

 

وهي عند الإمام الباقر “أن يُشبع جوعته ويواري عورته ويفرج عن كربته ويقضي دينه فإذا مات خلفه في أهله وولده” فهذا هو الأمن الاجتماعي، والأمن الصناعي، الذي يدخل تحته حفظ المجتمع من انتشار الجريمة بالقتل، حتى لا يطغي قوي على ضعيف، وحتى لا يسفك دم مسلم بغير حق، لأن المجتمع الإسلامي قد حفظ بالقصاص والحدود، في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى” وقوله صلى الله عليه وسلم “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة”

 

فالإسلام الذي اختاره الله عز وجل دين آخر خير أمة أخرجت للناس، يؤمن النفس، ويحافظ عليها، ويعصمها من التعدي على غيرها، ويحفظ حقها من التعدي عليها بغير حق، وقد يعتبر اللصوص بتنظيمهم وقدراتهم في إخافة الناس، وسطوهم هنا وهناك على ممتلكات الآخرين، فيقطعوا السبل، ويفسدوا في الأرض، ويعلنوها حربا على الله بامتهان شرعه، وتسلطا على المجتمع بقطع الطرق وإخافة الآمنين، والاعتداء على الأموال والأعراض، والإفساد في الأرض، حيث يضطرب ميزان العدل، وتتخلخل أركانه، فإذا نشأ شيء من ذلك في مجتمع من المجتمعات أزعج السلطة، وضعف كيانها، وضاعت الحيلة لتهدئة المجتمع وإعادة الهدوء والأمن إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى