مقال

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع الزواج وتنظيم النسل ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع الزواج وتنظيم الأسرة، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع المسلم بالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا وبالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولكن هذا لا يتحقق إلا إذا وجدت الأسرة المسلمة المتعاونة المتماسكة ذات الجو الأسرى الرشيد والبيت الإسلامي السعيد الذي يقوم كل فرد من أفراده بدوره على أكمل وجه، مدركا أن الحياة الزوجية شراكة، وأن إنشاء الأسرة الإسلامية المنشودة هي مسؤولية الجميع من الزوج والزوجة والآباء والأبناء، ومن هنا وضع الإسلام جملة من الأحكام لتحقيق هذه الغاية النبيلة والهدف المنشود ليكون البيت رحمة ومودة وألفة وسكينة.

 

ولذا وضع الإسلام عدة توجيهات لتكوين الأسرة المسلمة وهو أن يحسن كل واحد منهما اختيار الآخر، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير ” رواه الترمذى، ولم يقل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ممن ترضون حسبه ونسبه وماله كأساس للقبول، وإنما جعل الأساس في الاختيار ممن ترضون دينه وخلقه حتى يُبنى البيت على أساس سليم متين، وقال رجل للحسن البصري رحمه الله ممن أزوج ابنتي؟ قال الحسن زوج ابنتك ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وأن أبغضها لم يظلمها، فصاحب الدين إذا أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها، ولا يسيء معاملته لزوجته ولا لأبنائه.

 

وذلك لأنه يضع نصب عينيه قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى ” رواه الترمذي، فهو صلى الله عليه وسلم يرى أن إدخال السعادة على زوجته وأولاده وتهيئة الجو الأسري السعيد عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل، وهذا التوجيه أيضا في اختيار الزوجة ليكتمل البناء صحيحا، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأه لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ” رواه البخارى ومسلم، لأن صاحبة الدين جنة الدنيا ومتاعها، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأه الصالحه ” رواه مسلم.

 

بل إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” ما استفاد المسلم فائدة بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحه، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب نصحته فى نفسها” أى حفظته فى نفسها وفى عرضه وماله رواه ابن ماجه، وبذلك تكون الزوجة سببا لسعادة زوجها وأهل بيتها، وقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “أربع من السعادة، المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة، الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء” رواه ابن حبان، وأيضا من التوجيهات لتكوين الأسره المسلمه هو نظر كل من الخاطبين للآخر لأن الإسلام يريد أن يؤسس لبيت إسلامي سعيد.

 

ذي هدف وغاية، فندب الخاطبين أن ينظر كل منهما للآخر وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ” الأرواح جنود مجنده من تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف” رواه البخارى ومسلم، وروي عن الصحابى الجليل المغيره بن شعبه أنه خطب امرأه فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ” رواه الترمذى، وذلك لأن الإسلام ينظر إلى العلاقة الزوجية على أنها حياة مستمرة يسودها تعاون وتآلف، وحب ووئام، وسعادة واستقرار، وطمأنينة وسكينة، وأنس وسعادة، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان اختيار الزوجين لكل منهما عن قناعة ورغبة في بناء هذا البيت الزوجي السعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى