إستثناء …

إستثناء …
مع كل نسمة عابرة و مع كل بسمة ساحرة أجد نفسي أجمع أشتات عواطفي لأرحل عبر خيوط وهمية تحملني إلى أفق لا حدود لها …
تحملني إلى نارين …إلى اختيارين , يصعب الإبحار فيهما …
أبحث في كينوناتهما علني أجد هويتي و طريق خلاصي …
أبحث في ذاتيهما علني أجد حقيقة ذاتي … ،
بين الكينونة و الذات تكمن حقيقة أمري …،
ريشة تحلق بها الرياح حيثما هوت لتنغرس بين وجهين و تستقر بين قلبين لتبقى سجينة الوسط ، سجينة إرهاصات لا تمحوها السنين …
بينها و بين الزمن لحظة قرار و كلمة إسرار و حرف استثتاء …
بينها و بين المكان عمق بحر و بعد سماء و متعة احتراق …
بين الزمان و المكان دروب مغلقة و مسالك دامية و جسور شائكة و قلوب حائرة …
هكذا قيدتني أياد أربع و وجهان ناظران خاطفان …
وجه يحملني إلى حدود الإطمئنان و وجه يُحلّق بي بين دروب المجهول …
بين الإطمئنان و المجهول سوابق سجلها التاريخ و قرار يحسم .
وجهان أحدهما شرب من البراءة حتى الثمالة و ملك من اللطف ما يحسد …
و الآخر دفتر لا بياض فيه غير ابتسامات مشبوهة و عينان تحلقان هنا و هناك يودان خطف أسمى معاني الغرام و أغلى مبادىء الاخلاص و أرقى قوانين العشق للفوز بلوحة عصرية رائقة تفيض جنونا في لحظة انصهار …
احدهما يحمل في بريق عينيه دواوينا كامنة و عشقا إلاهيا و حبا تراثيا …
و الآخر يحمل بين شفتيه قواميسا مصنفة و موضات مشبوهة و مسرحية حب مستوردة ..
بين عيون الأول و شفاه الثاني حجم بحار و أنهار …بين حجم البحر و النهر يكمن الإختيار و يحسم القرار و يختزل وجه من ضمير العشق ليصير سرابا يُدفن في عالم النسيان الأبدي ….
لتنغرس تلك _ الريشة _ بين شفاه لطيفة و ظريفة أبد الدهر ….
هكذا ينطوي سجل بأكمله بعدما ختمت آخر ورقة منه بقبلات أنهكها الملل على جسد لم يعد متاعا يُطلب و لا طلبا يُرجى …
بين الطلب و الرجاء نهاية عشق زمني ، و خاتمة حبّ ظرفي و ميلاد سمفونية جديدة لا حدود و لا نهاية لها .
بقلم / منير راجي / وهران / الجزائر