محافظ دمياط ووزير التعليم العالي يتفقدان “كوبرى دمياط التاريخي”.. جسر يمتد من باريس إلى النيل

✍️ كتبت شيماء الشافعي
في جولة ميدانية لواحد من أقدم رموز البنية التحتية والتاريخ في مصر، تفقد الأستاذ الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، والأستاذ الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كوبرى دمياط التاريخي “جسر الحضارة”، يرافقهما الأستاذ الدكتور حمدان ربيع، رئيس جامعة دمياط.
وخلال الجولة، قدّم المحافظ شرحًا تفصيليًا حول الكوبري الذي تعود جذوره إلى عام 1890، نفس العام الذي شُيّد فيه برج إيفل بباريس، وباستخدام نفس المواد. أُقيم الكوبري أولًا فوق نهر النيل بإمبابة، ثم نُقل إلى دمياط عام 1927، ليستقر في موقعه الحالي أمام مكتبة مصر العامة عام 2007، بعد عملية نقل هندسية دقيقة أُشرف عليها الدكتور محمد فتحي البرادعي، محافظ دمياط الأسبق ووزير الإسكان الأسبق.
وتميّزت عملية النقل باختيار زاوية ميل هندسية (34 درجة) تُحاكي موقعه القديم بإمبابة، ما أضفى عليه طابعًا ديناميكيًا فريدًا، بديلًا عن التمركز التقليدي المتوازي أو العمودي على النهر. ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2011، تحوّل الكوبري إلى مركز ثقافي وفني وتنويري، قبل أن يتعرض للتخريب خلال أحداث ثورة يناير.
وأشار المحافظ إلى أن الكوبري مُدرج كأثر بقرار من وزارة الآثار رقم 35 لسنة 2013، وفي إطار الحرص على استعادة دوره، تم توقيع بروتوكول تعاون بين محافظة دمياط ووزارة البترول ممثلة في شركة “موبكو” عام 2021، لتطوير الكوبري وإعادة تأهيله، بتنفيذ من شركة المقاولون العرب.
وتضمنت أعمال التطوير صيانة هيكل الكوبري، عزله ضد العوامل الجوية، وتزويده بالبنية التحتية الحديثة، بالإضافة إلى تجهيز الساحة المقابلة له لتشمل مقاعد ومسرحًا مفتوحًا ومنطقة للأنشطة الثقافية والفنية.
من جانبه، أشار الدكتور أيمن الشهابي إلى أن “المقاولون العرب” حصدت جائزة منصة ENR العالمية العام الماضي عن جهودها في مشروع الكوبري، مؤكدًا أن الموقع يشهد حاليًا انطلاقة جديدة كمنارة للفنون والعلوم.
وخلال مرورهما بالمدينة، لفت المحافظ إلى أن عملية نقل الكوبري القديم في عهد الدكتور البرادعي صاحَبها إنشاء كوبري معدني بديل لعبور السيارات، فيما يُجرى حاليًا طرح الكوبري التاريخي كفرصة استثمارية لما يتمتع به من موقع فريد ومكانة مميزة في قلب دمياط.