
المسافة صفر
بقلم/ أشرف محمد جمعة
تعلمت الأجيال المتعاقبة منذ أزمان بعيدة أن العلوم تضيء الطريق للإنسان للوصول في النهاية ٠إلى أن تكون حياة الإنسان أكثر رفاهية، وأن هذه العلوم لها ثوابت وقواعد.
الإلتزام بها يعتبر نقطة إنطلاق للإبحار في لجة العلم والمعرفة، ومنها علوم الرياضيات فكلنا يعلم تماماً أن الصفر رقم إذا كان بذاته فلا قيمة له أما إذا جاء على يمين أي رقم فهو ذو فائدة عظيمة.
أما إن كان هذا الصفر على يسار أي رقم فلا قيمة له أيضاً ، لكن رجال المقاومة الفلسطينية الأبطال أثبتوا لنا وللعالم أن الصفر بذاته قيمه كبيرة وطبقوا هذه التجربة الحية أكثر من مرة أمام الكاميرات؟
تلك التجربة ما تسمى بالمسافه صفر حيث يضع البطل العبوة الناسفة فوق أو أسفل الدبابة (ميركافا) وهي أحدث صور التصنيع العسكري الصهيوني، ومحل فخرهم فهي ذات أجهزه استشعار عن بعد وحساسة جدا لالتقاط أي إشارات الإقتراب منها.
إضافة إلى أن بها كتل ضخمة من الحديد لكن العبوة التي يتم زرعها تجعل هذه الميركافا واحده من لعب الأطفال وسرعان ما تشتعل بها النيران ويقتل من فيها، وهذا بلاشك أربك حسابات جيش العصابة الصهيونية تجاه قدرات هذه الدبابة.
إنها المسافة صفر تلك المسافة بين طرفين أحدهما تحت يديه ترسانات من الأسلحة والذخائر الحديثة جدا والفتاكة ودعم بلا حدود من الشيطان الاكبر وذيوله الأوروبيون.
وطرف آخر لا يملك شيء سوى الإيمان بالقضيه ووحدة الهدف هذا ما يجعل الصفر ذو قيمة كبيرة ، هنا وعلى ايدي هؤلاء البواسل تتغير فلسفة الأرقام وربما فلسفات أخرى لم تظهر بعد.